الشبهات تدور حول المستفيدين من انهيار الأمن، لاسيما في محافظة الموصل التي يطالب الأكراد بضمها الى كردستان.
عقب
بدء القوات العسكرية الاميركية بالانسحاب من مراكز المدن في العراق، كانت
الاعتداءات التفجيرية التي وقعت في أحياء مختلفة من كركوك والموصل وبغداد
وكذلك بابل، من أكثر الاحداث دموية خلال الاشهر الـ 18 الاخيرة. وكانت
حصيلة أحداث شهر أغسطس/آب 2009 في العراق مابين 150-200 قتيلاً وما يزيد
على 1200 جريحاً.أما
موضوع تنفيذ اعتداءات بغداد في المنطقة الخضراء التي تتخذ فيها تدابير
أمنية على اعلى المستويات، فهو أمر يبعث المسؤولين على التفكير. ان وصول
شاحنة محملة بالمتفجرات حتى مبنى وزارة الخارجية بالقرب من المنطقة
الخضراء وإستهدافها فندق الرشيد الذي يستضيف زواراً أجانب على المستوى
الرفيع، يشير الى تعاون بعض منتسبي الامن مع المجموعات الارهابية. ولهذا
السبب تفيد المعلومات انه وبتعليمات صادرة من قبل رئيس الوزراء نوري
المالكي فقد تم اعتقال كافة المسؤولين عن توفير الامن في بغداد من منتسبي
الامن والاستخبارات. كما ترد بين الادعاءات ان مئات من عملاء الموساد
العاملين في جزء كبير من العراق ولاسيما في شمال العراق، قاموا بتدريب
الاكراد واستخدموهم في هذا الاعتداء. حيث يرد مثل هذا الموضوع وبالتفصيل
في تقرير الموساد لعام 2004 الذي انعكس على الصحافة.وكما
هو معروف ان حكومة المالكي لقيت دعماً كبيراً في عموم العراق بتوجهها
الوطني الذي ابدته وإنتهاجها سياسة إحتواء كافة المجموعات في العراق. إلا
انه يُدّعى بان الاطراف التي لم ترتاح لهذا الوضع قد بدأت بتحريك ساكنها.
فان زيادة العمليات الارهابية في مختلف مناطق الموصل منذ يوليو/تموز 2009
ولحد الآن، وكذلك إصرار الاكراد على ان العمليات تنفذ من قبل تنظيم
القاعدة، أمر يلفت الانتباه اليه. لانه لم يتم لحد الآن القبض على شخص
واحد من منتسبي القاعدة. وكان الاعتداء التفجيري الذي تحقق في شيرخان –
قره قويون/الموصل بتاريخ 7 أغسطس/آب من إحدى هذه العمليات. إلا ان
التصريحات التي أدلى بها كل من صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني
العراقي، وأسامة النجيفي نائب الموصل عن جبهة التوافق، وكذلك عزالدين دولة
نائب تلعفر، حول الاعتداء الذي أودى بحياة 37 شخصا وإصابة 276 آخرين، كانت
تشير الى منفذي هذه الأحداث. وحسب هؤلاء الاشخاص ان الفاعل لهذه
الاعتداءات هو ثنائي الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين
اللذان يحاولان زعزعة وحدة الاراضي العراقية.وحول
إعتداء تفجيري آخر وقع في اليوم التالي في قرية خزنة بالموصل، صرع النائب
الدكتور حنين قدو، رئيس عشيرة الشبك وتجمع الشبك الديمقراطي، بان :"
العملية الارهابية تحققت بتوجيهات من قبل البرزاني". وجاءت تصريحات مماثلة
من قبل أثيل النجيفي الذي انتخب محافظاً للموصل من قائمة الحدباء، حيث
أبدى موقفه المعارض وقال: "ان الاكراد هم الذين وراء الاعتداءات التي
تحققت في الموصل وحواليها في الفترة الاخيرة، وليس للقاعدة كما يُدعى أية
علاقة بهذه الاعتداءات". وكانت قائمة الحدباء الوطنية بزعامة النجيفي، قد
حصلت في يناير/كانون الثاني على غالبية مقاعد مجلس محافظة نينوى في
انتخابات مجالس المحافظات، منهيةً بذلك سيطرة الاكراد عليه.ويبدو
ان بقاء مدينة الموصل التي لها أهميتها الاستراتيجية ضمن الآمال السياسية
المستقبلية للاكراد، تحت سيادة العرب، يتسبب بعدم ارتياح بالغ لدى
الاكراد. ولهذا السبب يبذلون جهودهم من أجل ضم محافظة نينوى التي تتخذ من
مدينة الموصل مركزاً لها، الى إقليم كردستان. وتدافع اسرائيل عن استقلال الاكراد وتدعم مساعيهم لضم الموصل. وبالنظر
الى "المستفيد" يبدو ان الاعتداءات التفجيرية في الفترة الاخيرة، تصب في
صالح الانفصاليين الاكراد الذين يحاولون خلق انطباع وجود ضعف امني في
الموصل في مبادرة لابقاء الولايات المتحدة الاميركية في العراق. ويرى
الاكراد انه في حال عدم تأمين الامن العام، فمن المحتمل قيام الولايات
المتحدة بتقسيم الموصل الى قسمين ومنح الضفة الشرقية للاكراد أو القيام
باعادة السيطرة على مركز المدينة وكافة المناطق السكنية التابعة للموصل. والشيء الوحيد الذي يفشل سياسات اسرائيل الرامية لتقسيم العراق، هو إدراك العراقيين للعبة التي تـُلعب ووضع حد لها.