18/08/2009
الجيران ـ بغداد ـ المدى ـ تعاني اغلب الكليات والجامعات العراقية النقص الحاد في عدد القاعات الدراسية وعدد المختبرات المناسبة بالنسبة للكليات والاقسام العلمية بل وللاجواء الدراسية التي تساعد الطالب على التركيز وتحثه على الاجتهاد والتمييز.
هذه المؤسسات اول ما يتوفر لها هو الاجواء النموذجية المهيأة للبحث من اجهزة ومعدات ووسائل ايضاح ومكتبات تتوفر على مصادر مفيدة بل وحتى على الاشرطة السينمائية التي يمكن ان يستعان بها لايصال المعلومة للطالب كما يجب.
شكاوى الطلبة والتدريسيين تتكرر من غياب الرعاية الحقيقية للبنية التحتية للجامعات وتوفير ما هو مطلوب وضروري للتواصل في دراسة علمية رصينة اذ تؤكد الطالبة نهلة ناجي وهي من طلبة الدراسات العليا كليةالعلوم قسم الفيزياء الجامعة المستنصرية بالقول:
هناك اعداد كبيرة من الطلبة للعامين الماضيين يضاف اليهم الطلبة الجدد بينما لايقابل ذلك توفير قاعات مناسبة ومشكلتنا الكبرى نحن طلبة الاقسام العلمية،هي المختبرات القديمة التاسيس منها لاتحظى بالصيانة و لا توجد فيها المواد العلمية والاجهزة والمقاييس التي نحتاجها في تجاربنا ,وعندما يتوفر شيء فهو محدود جدا ولا يلبي الاحتياج الفعلي.
كثيرا ما نستمع للمسؤولين بتوفير المتطلبات ولكن تبقى محض وعود ولم نعد نصدق ما يقال. وعود مجانية. الاعوام تمر ولا تحسن ملموس.
في حين اكد الدكتور حميد فاضل معاون عميد كلية العلوم السياسية جامعة بغداد اننا بحاجة ماسة في الجامعات ودعا الى القيام بحملة انعاش الحياة الجامعية بتوفير اساسيات العمل الجامعي وفق رؤية متكاملة وموضوعية لوضعها لان الاعوام الماضية كان ا لتركييز ينصب على توفير الامن وحتمية تواصل الدراسة وعدم التوقف كنوع من التحدي للارهاب.
الطلبة والاساتذة على قدر كبير من المسؤولية والانضباط والشجاعة في التواصل بماهو متوفر من الحد الادنى من مستلزمات متواضعة لكن بات من الضروري توجيه انظار اصحاب القرار الى تفحص حال الجامعات والخراب الذي حل بها والنقص الكبير في القاعات والمختبرات والمكتبات مع تزايد اعداد المقبولين في الدراسات الاولية والعليا وبالدوام الصباحي والمسائي اذ لا يخفى على الكثير وجود بعض الكليات تنقصها مقاعد للطلبة مع نقص كبير في اجهزة الحاسوب.
وتفتقر العديد من الكليات الى مكتبات منظمة واصولية اذ يضطر طلبة الدراسات العليا الى استعارة المصادر من المكتبة المركزية او الوطنية والبحث المضني في المكتبات الاهلية.
اما مخلص بلاسم الزاملي نائب رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب فقال للاسف ان هناك عقليات في الدولة العراقية لا تعير اهتماما فعليا لبناء المؤسسات التربوية ونحن نعاني لاجل الحصول على اصوات كافية من تشريع قوانين تخدم انعاش الحركة العلمية باعتبارها اهم مرتكزات البناء التنموي الحضاري.
ولا شك في اننا تابعنا تدهور الحياة الجامعية نتيجة نقص ابسط مستلزمات الدراسة من قاعات ومقاعد ومختبرات ومكتبات ولمسنا من خلال لقائنا بالطلبة والاساتذة الجامعيين حجم الحزن والمعاناة في يومياتهم.
ولم نخف امتعاضنا في لجنة التربية والتعليم من قلة التخصيصات المالية لتطوير وتحسين الجامعات بل وقد حرصنا على تقديم كشوفات ودراسات لمجلس النواب تظهر حجم الدمار والخراب في العديد من الجامعات.
ومن المؤمل استضافة وزير التعليم العالي للاطلاع على مستوى تقدم المشاريع العمرانية التي بدئ الشروع بها في بعض الجامعات في عامين او اكثر مثل تطوير وتوسيع جامعة بغداد وكذلك البصرة وتكريت.
ونحن الان نسعى لزيادة التخصيصات المالية للنهوض بالجامعات وتطوير البنية التحتية من خلال اضافة اموال من الموازنة التكميلية التي تدرس الان اذ وضعنا تحسين الجامعات من اولويات عملنا وسعينا.