صواريخ المقاومة العراقية
بقلم وليد الزبيدي
وصلني بيان عبر الانترنت، قرأته عدة مرات، وقررت تأجيل الكتابة حوله، الا انني تراجعت وتناولت الخبر الأهم في هذا البيان، الذي اعلن عن انتاج صاروخ جديد بمواصفات هجومية، لاستهداف قوات الاحتلال الاميركية داخل قواعدها.
الجهة التي اعلنت هذا الخبر المبهج، هي جيش الراشدين، احد فصائل المقاومة في العراق، وواحد من فصائل جبهة الجهاد والتغيير، ويقول بيانه، ان مدى الصاروخ هو سبعة عشر كيلو مترا ، وانهم اي الراشدين سيعرضون عبر الانترنت الهجمات، التي يتم تنفيذها بهذا الصاروخ.
ارتأيت في البداية التريث في الكتابة عن الخبر، لحين مشاهدة الفعل القتالي لهذا الصاروخ، الا ان البهجة في النفس ارغمتني على الكتابة، ولأكون من اوائل المبادرين لزف البشرى إلى المقاتلين ومحبيهم في كل مكان.
لا شك ان هناك اكثر من دلالة، لهذا الاعلان، وفي المقدمة، قضية ديناميكية العقل المقاوم في العراق، والاستحضارات القتالية للمتغيرات التي تجري على الارض، اذ اعتقد قادة الاحتلال وجنودهم ان الانهزام إلى داخل القواعد العسكرية، سيكون سورا حاميا لهم، من هجمات الاسلحة التقليدية لرجال المقاومة، وان التقليل من حركتهم بالشوارع، سيقلل تأثير العبوات الناسفة، هذا السلاح الذي صال وجال في دوريات العدو المحتل، وان الاجهزة الحكومية من شرطة وجيش ستوفر السياج الحامي لقواعد الاحتلال، الا ان العقول الاستراتيجية في فصائل المقاومة، اتخذت احترازاتها على هذا الصعيد، واول الغيث الاعلان عن هذا الصاروخ، الذي يستهدف قوات الاحتلال داخل قواعدهم، التي اعتقدوا انها ستحميهم من ضربات المقاومة.
الدلالة الأخرى، ما يمكن تسميته بالنضج العالي في المؤسسة العسكرية لفصائل المقاومة، فرغم المطاردة اليومية المتواصلة منذ اكثر من ست سنوات من قبل قوات الاحتلال الاميركي والاجهزة الحكومية لرجال المقاومة وعقولها، والاعتماد على عشرات الآلاف من الجواسيس، رغم ذلك، يخرج علماء تطوير السلاح في فصائل المقاومة بهذا الانجاز الهائل، ليكون المفتتح امام الجديد في الاسلحة المتطورة، التي نعتقد ان فصائل اخرى ستعلن عنها.
في جميع الاحوال، فإن مرحلة التصدي للاحتلال تدخل بوابة اخرى، وطالما نسمع عن زيادة اعداد المنتحرين والمجانين والخائبين والمنكسرين في الجيش الاميركي، وعلى الطرف الآخر، نجد هذا اليقين بالنصر والعزيمة والثبات والتطور عند رجال المقاومة.