تجد الأم صعوبةً في إقناع طفلها بتناول الخضر والفاكهة
بدلاً من البطاطا المقلية أو السكاكر. إذ يصعب إرغامهم
على الأكل في هذه الحالة. لذلك أفضل ما يمكن فعله
لتحقيق ذلك إلى أن يكتسب الطفل العادات الغذائية
السليمة ، هو بالبدء بتنويع أكل الطفل في مرحلة مبكرة
بحيث يتسنى له الاستمتاع بالأطعمة المتنوعة، خصوصاً
الفاكهة والخضر. لكن رغم أن الطفل يتناول الكثير من
الخضر والفاكهة في المرحلة الأولى ع ¨ادةً، عند البدء
بتناول الأطعمة الصلبة، فإن عاداته الغذائية تتغيّر
عندما يبدأ تناول الأطعمة التي يتناولها الذين هم أكبر
سناً ويجلس معهم إلى المائدة. عندها يتأثر ذوقه كثيراً
بما يتناوله الأه ¨ل. وإذا كنت لا تقدمين الخضر خلال
الوجبات، إلا نادراً، لا تستغربي عندما تكتشفين أن ذوق
طفلك وعاداته الغذائية قد تأثرت بذلك.
لذلك، قدّمي إلى طفلك في السنوات الأولى الكثير من
الأطعمة المتنوعة، حتى إذا كان يرفض الأطعمة الجديدة،
إذ يساعده ذلك على الاعتياد على الأطعمة المتنوعة.
وتذكري دائماً أنه عندما يجرّب الطفل أطعمة جديدة
بشكل متكرر، لا بد أن يعتاد على بعضها في النهاية. ويعني
ذلك انك قد تضطرين لتقديم ملعقة من البازيللا مثلاً
عشر مرات أو اكثر إلى طفلك قبل أن يقبل بتذوّقها.
وتجدر الإش ¨ارة إلى أن إح ¨دى الدراسات خلصت إلى
أن الأطفال الذين لا يتقبلون الأكل بسهولة، كانوا قد
تناولوا الحليب الطبيعي لأقل من ستة أشهر. لذلك قد
تساعد الرضاعة الطبيعية في تجنب جعل الطفل «صعب
المراس » في الأكل لاحقاً.
}ماذا إذا لم تعوّدي طفلك على الإكثار من تناول
الخضر والفاكهة، فهل فات الأوان؟
أظهرت إحدى الدراسات أن عدد الأطعمة التي يحبها
الطفل لا يتبدّل كثيراً من سن السنتين إلى ثماني سنوات،
وأنه يتقبّل الأطعمة بشكل أفضل بين سن السنتين والأربع
سنوات مما يتقبّلها بين الأربع سنوات والثماني سنوات.
لكن هذا لا يعني أن الأوان يكون قد فات لتشجعي أطفالك
على تناول المزيد من الخضر والفاكهة، لكن من الضروري
أن تعملي جاهدة على ذلك في هذه الحالة لأنهم لن
يختاروها من تلقاء أنفسهم.