انتشرت عادة مضغ اللبان في كل مكان بالعالم ولدى كل الشعوب على مر العصور، وكشفت
الحفريات أن هذه العادة يرجع تاريخها للعصر الحجري، حيث أظهرت بقايا للبان على
الأسنان. إلاَّ أن بيع العلكة تجارياً بدأ منذ 140 عاماً في الولايات المتحدة
الأميركية،
عندما قرر الأميركي توماس آدامز أن يصنع قطع اللبان ويبيعها العام
.1869 ورغم انتشار عادة مضغ العلكة بشكل كبير بين كل الشعوب، إلا أنها مازالت تعاني
من الصورة السلبية المرتبطة بها، فمضغ العلكة مازال ينظر إليه كعادة سيئة تدل على
قلة الاحترام والتراخي أو أنها علامة التوتر العصبي. لكن العلماء اكتشفوا الآن
وبشكل مؤكد أن مضغ العلكة له آثار إيجابية على جسم الإنسان وعلى نفسيته، وذلك حسب
تقرير تنشره مجلة "هيلثي ليفينغ" أو "الحياة الصحية".
وهو ما يمكن الشباب
والمراهقين من الرد على الانتقادات التي توجه لهم بالإقلاع عن مضغ العلكة. فقد أظهر
عدد من الدراسات الحديثة أن العلكة تساعد على التخلص من التوتر وتخفف من انقباض
العضلات بسرعة، فحركة المضغ المستمرة، تساعد على ارتخاء عضلات الفك والرقبة وتساعد
على التقليل من مرض الصداع الناجم عن التوتر. من ناحية أخرى، فهي تساعد على التخفيف
من الضغوط النفسية. كذلك توصل باحثون بريطانيون إلى أن المضغ يساعد على زيادة سرعة
ضربات القلب، وبالتالي يساعد على إمداد المخ بالأوكسجين وبالمواد الغذائية، مما
يسمح بتحسن أدائه وتحسن عملية التفكير.
يساعد مضغ العلكة أيضاً على تنشيط عملية
الأيض، وبالتالي يساعد على إذابة طبقات الدهون المخزنة في الجسم، وهو ما يجعل خبراء
التغذية ينصحون بمضغ العلكة للراغبين في تخفيض وزنهم. كذلك يعد مضغ اللبان حلاً
جيداً بالنسبة لمن يتبعون حمية غذائية، بدلاً من منعهم تماماً من الحلويات، فالعلكة
تحتوي على نسبة ضئيلة من السعرات الحرارية، وتقلل من الشعور بالجوع. من جهته، ينصح
ديرك كروب المتحدث عن مبادرة "برودينت" لصحة الأسنان، في مجلة "هيلثي ليفينغ"
بالاعتماد على أنواع العلكة الخالية من السكر، والتي تحتوي على مادة زيلتول، التي
تساعد على مقاومة تسوس الأسنان على حد قوله، وأضاف ''لا يجب المبالغة، ولكن مضغ
علكتين أو ثلاث يومياً قد يعد مكملاً لوسائل العناية المعتادة بالأسنان"، وتحسين
درجات التلاميذ في الرياضيات.
يذكر أن باحثين أميركيين كانوا قد أكدوا في أبريل/
نيسان الماضي أن مضغ العلكة قد يحسن الأداء العلمي لتلاميذ المدارس. وأشار فريق
الباحثين بقيادة كريج جونستون من كلية طب بايلور في هيوستون إلى أن الطلاب الذين
كانوا يمضغون العلكة أثناء دروس الرياضيات حققوا درجات أعلى في اختبار موحد
للرياضيات بعد 14 أسبوعا، ودرجات أفضل في نهاية الفصل الدراسي، مقارنة مع الطلاب في
الفصل نفسه الذين لم يمضغوا العلكة. شملت الدراسة 108 تلاميذ تراوحت أعمارهم بين 13
و16 عاما في مدرسة في هيوستون بولاية تكساس تخدم في الغالب الطلاب محدودي الدخل من
ذوي الأصول اللاتينية.