مفآجات في التحقيق بقتل عالم شكك في مبررات غزو العراق
بعد اعتراف عميلة استخبارات بريطانية
18/08/2009
الجيران -لندن -يو بي اي -افادت صحيفة «ميل أون صندي» بأن الشرطة البريطانية فتحت تحقيقاً بعد أن اعترفت امرأة غامضة ادّعت أنها عميلة لدى جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) في سلسلة رسائل كتبتها بأنها قامت بقتل العالم الحكومي ديفيد كيلي الذي شكك بمبررات غزو العراق.
وعُثر على جثة كيلي المفتش السابق لأسلحة الدمار الشامل لدى الأمم المتحدة في غابة بالقرب من منزله في مقاطعة أوكسفورد شاير عام 2003 بعد فترة وجيزة من الكشف عن أنه كان مصدر تقرير شكك بالمبررات التي ساقتها حكومة طوني بلير وقتها لتبرير اشراك بريطانيا في غزو العراق.
وقالت الصحيفة إن شهادة العميلة المفترضة وسلسلة من الوثائق السرية الأخرى من بينها تقرير عن فحص جثة العالم كيلي لدعم رواية قتله، وُزعت على الإنترنت واثارت الشكوك حول الظروف التي أدت إلى وفاته بعد أن ذكرت السلطات المختصة بأنه انتحر.
واضافت أن المرأة استخدمت اسم دبلوماسي سابق تمت تسميته لاحقاً كجاسوس بريطاني لتزعم بأنها تلقت أوامر من جهاز «إم آي 6» لقتل العالم كيلي، لكن تحقيق الشرطة الذي انخرط في نقاشات عالية المستوى مع مسؤولين من الخارجية كشف أن الرسائل مزيفة كتبتها امرأة مقعدة.
واشارت الصحيفة إلى أن مفتشي الشرطة دققوا في رسائل العميلة المفترضة و 500 وثيقة أخرى، من بينها تقرير فحص جثة كيلي، وخلصوا إلى ان الوثائق مزورة وأن العالم الحكومي وقع ضحية مؤامرة تقف وراءها امرأة تدعى سوزان تومبكينز في الأربعين من العمر تعيش في منزل تملكه البلدية مع ابنتها وزوجها في قرية فليكني بمقاطعة ليسترشاير.
وكان ثلاثة عشر طبيباً بريطانياً اعلنوا الشهر الماضي أنهم سيلجأون إلى القضاء لإبطال حكم الانتحار في قضية كيلي، وقالت تقارير صحفية وقتها، إن السلطات وبصورة غير اعتيادية، لم تكلف أي قاضي وفيات بالتحقيق في وفاته، وصدر الحكم الرسمي الوحيد من لجنة هاتون التي طلب منها بلير التحقيق في استخدام التقارير الاستخبارية حول أسلحة الدمار الشامل لدى النظام العراقي السابق، والتي قضت بأن كيلي (59 عاماً) توفي نتيجة فقدان دمه بعد أن أقدم على قطع رسغه بسكين.
والأطباء الثلاثة عشر اعدوا ملفاً من المعلومات الطبية يرفض الحكم الذي خلصت إليه لجنة هاتون بأن وفاة كيلي كانت ناجمة عن اقدامه على قطع شريانه الزندي بسبب صغر حجمه وصعوبة الوصول إليه، وسيقوم محاموهم باستخدامه للمطالبة بفتح تحقيق رسمي وتسليمهم تقرير تشريح جثة العالم الحكومي والذي لم تأذن الحكومة بنشره حتى الآن.
كما اوردت تقارير صحفية أن كيلي كان يعكف قبل وفاته في ظروف غامضة، على وضع كتاب لفضح اسرار حكومة بلاده عن حرب العراق، والكشف عن قيامه بتحذير بلير من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل.