قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد .
ذو العقل الرشيد , والرأي السديد :
أن عبد العُزى حكيم ،
عندما أراد أنشاء الأقاليم .
أحضر المستشارين ،من الشّطار والعيارين .
فأولَم لهم وليمة ، وجاء بما لذَّ وطاب في تلك العزيمة
. وعندما حضر المستشارون،
وهم من كل زبالة ينسلون .
سألهم عن أحوال الرعية ،
وكيف صنعت بهم الطائفية .
فقام أبو كحلة بين يديه ،
وقدّم فروض الطاعة إليه .
وقال : لقد نجحنا ياصاحب السماحة ,
في تدويخ الناس وسلب الراحة .
وخطتنا قائمة على قدمٍ وساق ،
في نشر الفتنة وتمزيق العراق ،
ولقد سالت الدماء كما أردنا كالأنهار ،
ولم يبقَ أمامنا الاّ ساعةً من نهار .
حتى نبلغ القضية , ونعلن قيام الفيدرالية .
فشكره صاحب المعالي ,
وأمر له بباكر يتمتع بها في الليالي .
فأحمّر وجه الصغير جلال ,
ونزع عمامته في الحال .
ليعرب عن امتنانه , لكرم سيده وإحسانه . ...
ثم قام العلامة القبنجي صدر الدين ,
ليلقي خطبة في الحاضرين ,
فابتدأ بحمد المحتلين ,
ولعن الوهابية والبعثيين ,
ثم عرّج على بعض الصحابة وأمِّ المؤمنين .
وبعدها تفصَّد عرقاً جبينُه,
وزاد طحيره وأنينه .
وأخذ يكيل السباب والمثالب ،
لكل حاضر وغائب ..
فصاح به عبد العزيز مابك ياقبنجي ,
أصبحت سوقياً كالعربنجي .
أين أخلاقك الحوزوية , وماتعلمته من كظم الغيض والتقية ,
أم انك بعد مجيئنا للعراق رافقت السرسرية .
فقال باعتذار , وتحدث بلطفٍ وانكسار ,
لقد أخذتني الحمية على الدين ,
وإنما أردت النصح للمؤمنين .
ياسيدي لقد خدعك جلال الصغير ,
عندما قال إن الأمر سهل يسير .
صحيح إننا نجحنا في تقسيم المحافظات ,
\لكن لازال أمامنا تقسيم الأحياء والمحلات,
فيجب أن نقوم ببناء الجدران ,
لنعزل الناس وراءها كالخرفان .
ونقوم بإصدار الجوازات ,
للتنقل بين الأزقة والمحلات
.ونستثني من ذلك الميليشيات
. فهؤلاء جند المرجعية , وهم ذخرنا في الضراء والبلية .
ولابأس إن كانوا من الفاسقين ,
أو اللوطية والمكبسلين .
ألَم ترَ أن أعدائنا يفتخرون بالزرقاوي ,
لأنه انزل بنا المصائب والبلاوي ,
وقد امتنعت هيئة المسلمين عن تفسيقِه ,
واثنت على كل من سار في طريقِه .
فالقوم لنا قاصدون ,
وللقضاء علينا عامدون . فلا يغلبنكم الضاري...)
، فحاربوه على ظاهر الأرض وفي المجاري
. ولا يخدعنكم رفع المصاحف ,
فاجعلوا كل من في العراق خائف .
وشاركوا الوهابية في التطهير
, وحملات القتل والتهجير .
لتصفو لكم بغداد ، كي تملكون بعدها البلاد
وهنا أعلن هادي العامري
تأييده للمطالب العلية ,
التي جاءت بها خطبة القبنجي الشقشقية .
وأكد على دمج التوابين والحثالة ,
في أجهزة الأمن للقضاء على البطالة ,
ولايهُم إن كانوا من الأميين ,
فتزوير الوثائق خير معين.
فتم أعطاء رتبة عقيد للشقاوة شعيط ,
ورتبة العميد كانت من نصيب معيط ,
فيما تسلّم قيادة الشرطة رفيقهم جرّار الخيط ,
واقترح كذلك إنشاء جيش من الحشّاشة ,
يكون زيهم الرسمي هو الدشداشة ,
ويسمى باللجان الشعبية .
لحماية امن الجمهورية .
على أن يكون منتسبوه من اللطّامة
, المتميزون في ضرب الزنجيل والقامة
, لأنهم يجيدون صنع الهريس ،
الذي يغنيهم عن الأرزاق أذا حمي الوطيس .
مما يخفف العبء عن وزارة الماليّة ,
لتكون أموالها حكراً على صولاغ والعفطية ..
ولما أدرك شهرزاد الصباح ,
سكتت عن الكلام المباح