بعد ضياع 7 سنوات من عمر العراق والعراقيين وبعد الصبر الطويل ومعاناة الشعب العراقي من الحرمان والضياع والفساد والطائفية... جاء المنقذ والمخلص لاعادة العراق الى وضعه الطبيعي.
تجربة علاوي السابقة في رئاسة الوزراء بعد عام 2003 في اول حكومة مؤقتة في العراق بعد الاحتلال, استمرت تلك التجربة الفريدة اقل من سنة واحدة, اثبت من خلالها الدكتور اياد علاوي قدرته الفائقة في ادارة شؤون الدولة.
تاريخ مشرف
عائلة واسرة الدكتور اياد علاوي لها تاريخ عريق ومشرف في خدمة العراق والعراقيين اولا.
ترك العراق عام 1971 بعد ان اختلف مع الرئيس الراحل ونائبه, سافر الى لبنان ثم الى بريطانيا لاكمال دراساته العليا.
استقال رسميا من حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1975, تعرض لعدة محاولات قتل واغتيال بعد ان اصبح معارضا قويا للنظام السابق في العراق.
ادخل المستشفى ومكث فيه سنة واحدة نتيجة تعرضه عام 1978 لمحاولة قتل وتصفيه جسديه.
عام 1990 وفي بيروت العاصمة اللبنانية تم الاعلان وبشكل علني عن الحركة الشعبية / حركة الوفاق الوطني العراقي / وانتخب مرتين امينا عاما لها في عام 1991 وعام 1993.
والد الدكتور اياد علاوي كان من اوائل استشاريي طب الامراض الصدرية وكان قد اسس مستشفى التويثة للامراض التدرن الرؤي في العراق منذ الثلاثينات من القرن الماضي.
جده الحاج حسين علاوي كان من كبار التجار في العراق ومن الشخصيات المهمة في الدولة في ايام حكم الدولة العثمانية, وكان مخولا وله صلاحية مخاطبة الباب العالي العثماني.
اما عمه عبد المجيد علاوي شغل عدة مناصب وزارية, تم تعينه في مجلس الاعيان - المملكة العراقية -, اما عمه الثاني الدكتور صادق علاوي كان طبيب اطفال ونائبا في الدولة, عمه الثالث الحاج توفيق علاوي كان من كبار الصناعيين والتجار في العراق.
كما ان هناك عددا كبيرا من العائلة العريقة الذين استلموا مناصب عليا في الدولة العراقية مثل المهندس المعماري المشهور جعفر علاوي وشغل وزير الاسكان, الدكتور عبد الامير علاوي وزير الصحة وطبيب اطفال, الدكتور علي علاوي وزير المالية ووزير الدفاع, الدكتور محمد علاوي وزير الاتصالات, واخرون...
عائلة واسرة الدكتور اياد علاوي شاركت منذ قيام الدولة العراقية الحديثة في بدايات القرن الماضي في بناء واعمار العراق وتحديث العديد من المؤسسات الحكومية والدوائر وتطويرها, السيد موفق علاوي كان له دور كبير في تطوير صناعة الزيوت والسكر, وفي مجال الطب اشتهر في التطوير الدكتور هاشم علاوي وصادق عبد الامير وغيرهم...
انجازات اول رئيس وزراء في فترة حكمه القصيرة
خلال فترة توليه رئاسة الوزراء تخلص العراق من 80 % من الديون المترتبة عليه في فترات الحروب السابقة التي خاضها النظام السابق. يعتبر الدكتور اياد علاوي اول مؤسس للجيش والشرطة الحديثة في العراق, رفض تكوين اي ميليشيا واحزاب مسلحة وعصابات...
حكومة علاوي استلمت جهاز شرطة فاشل وفيه اكثر من 60 % لايصلحون للخدمة, ضباط لم يسبق لهم التدريب والتاهيل وقادة لم يتخرجوا من الكليات المختصة.
تم في عهده اعادة بناء الجيش العراقي وعقد عدة اتفاقيات مع حلف الناتو ومع المؤسسات العالمية الدولية العسكرية والاكاديميات للتدريب والتاهيل...
تم انشاء عدة مراكز ومديريات الشرطة, وعقد صفقات للحصول على الاسلحة والدبابات والمدافع مع عدة دول عربية واجنبية كهدية منهم للعراق وحكومته.
في المجال الاقتصادي تحسن وضع العراق نسبيا, اصدار عملة جديدة وتحسن في صرف الدينار العراقي والاهتمام بالاسواق المالية في العراق.
تم تشغيل العديد من الخدمات العامة بعد ان كانت متوقفة, زيدت رواتب الموظفين, عقد عدة اتفاقيات اقتصادية مع الدول العربية والصديقة, استقرار في تجهيز البطاقة التموينية, اعادة المناطق المدمرة نتيجة الاقتتال الطائفي في كل من النجف وسامراء ومدينة الثورة - الصدر - والفلوجة وغيرها من المناطق المدمرة...
تم رفع الحجز عن اموال العراق والسيطرة على الميزانية المركزية, توفير الاموال في البنوك والمصارف, تفعيل كل قطاعات النفط والاهتمام بها واصلاح الانابيب والعديد من المعامل ومصافي التكرير وتوفير فرص للعمل من خلال تلك المشاريع.
تم انشاء صندوق الاسكان للمواطنين براس مال قدره 300 مليار دينار عراقي, الشروع في اعادة الحياة للاهوار في جنوب العراق وحصول تمويل لوزارة البيئة العراقية بقيمة 11 مليون دولار لهذا الغرض, توفير المستلزمات الضرورية كالاسمدة والبذور والمكائن والمعدات, تم توزيع مليون فسيلة نخيل على الفلاحيين وانشاء صندوق تسليف الفلاحين مع تشجيع المشاريع التعاونية مع رسم سياسة الاصلاح وبرنامج النهوض الاقتصادي والاجتماعي وقانون التامين.
اصدار قوانين الشركات والمصارف والبورصات والاستثمار الاجنبي والبنك المركزي, تخفيض الضرائب وضريبة الدخل والسماح للبنوك الاجنبية في فتح فروع لها في العراق والمحافظة على استقلالية البنك المركزي, صرف 25 مليون دولار شهريا لاعادة اعمار الجامعات مع تخصيص 100 مليون دولار سنويا لاعادة برنامج البعثات الدراسية وسن قانون الخدمة الجامعية واعادة اعمار المعاهد والكليات والجامعات, الشروع بتنفيذ 66 مشروعا للمباني بكلفة 160 مليار دينار, تم ادخال العراق في خدمة الهاتف النقال وخدمات الانترنيت والمحطات الفضائية والاتصالات ومشروع الخدمة اللاسلكية ونصب العديد من البدالات الارضية مع اعادة اعمار شبكات توليد الطاقة الكهربائية وعقد عقود مع الدول المجاورة لاستيراد الكهرباء لحين انجاز المحطات الكبرى مع تدريب المهندسين والكوادر اللازمة.
اما في مجال الفساد والنزاهة تم تعزيز دور مفوضية النزاهة, كما احال الدكتور اياد علاوي 3 من وزرائه للتحقيق وطلب احالة كل موظف متورط بالفساد الى المحاكم, واعيد النشاط لديوان الرقابة المالية مع استحداث دائرة المفتش العام في كل وزارة لمواجهة الفساد...
العلاقات الخارجية شهدت تطورا ملحوظا مع جميع الدول واعادة العلاقات الدبلوماسية بما فيها دول الخليج العربي والدول الاجنبية, كان لخطاب الدكتور اياد علاوي في الامم المتحدة والكونكرس الامريكي الاثر الواضح والكبير في اعادة وتحسين العلاقات مع اغلب دول العالم.
دعم العراق في مؤتمر مدريد للدول المانحة, عودة السفارات بعد ان كانت متوقفة عن العمل بافتتاح اكثر من 35 سفارة من جديد, تم رسم سياسة لعودة المهجرين الى العراق بعد تهيئة المناخ الملائم لذلك والاهتمام بالمهجرين والمهاجرين مع وضع حلول للنازحين والمرحلين قسرا, عززت الحكومة دور المراة من خلال تكليف 6 نساء لتولي الحقائب الوزارية مع دعم قطاعات المنظمات النسائية واستحداث وزارة شؤون المراة, تم استحداث وزارة خاصة بواقع مؤسسات المجتمع المدني مع دعم مركز المؤسسات غير الحكومية.
في مجال القضاء والعدل تم ارساء قواعد متطورة تتماشى وحالة التطورات الديمقراطية والتركيز على مبدا استقلال القضاء بشكل تام وسيادة القانون وتفعيل المحاكم المدنية والجزائية وتشكيل المحكمة الجنائية الخاصة مع محكمة عليا مستقلة سميت بالمحكمة الاتحادية.
الا ان اغلب هذه الاهداف قد فشل في تحقيقها نظرا للاحتقان السياسي وتم الغاء الكثير منها بعد رحيل المناضل الدكتور اياد علاوي من رئاسة الوزراء التي دامت عدة اشهر فقط ودخل العراق في مسلسل الارهاب وحمام الدماء الى هذه الساعة بسبب ما فعلته الحكومة التي جاءت بعد وزارة الدكتور اياد علاوي التي الغت المؤسسات الاقتصادية كافة واوكلت مهامها لاشخاص...
الختام
الدكتور اياد علاوي عاد الى الواجهة من جديد باصوات العراقيين الذين هتفوا باسم الثورة البنفسجية نعم للتغيير, اما الدكتور اياد علاوي كان تميزه في القوة والتصميم والارادة السياسية الشجاعة والثقة بالنفس وليس الغرور والمكابرة. ان فشل الحكومة السابقة في كل شيء وغياب المشاريع الوطنية الهادفة ادى الى التفاف كافة مكونات الشعب العراقي من الجنوب الى الشمال ومن الشرق الى الغرب, من المسلمين والمسيحيين والايزيديين والصابئة والتركمان والشبك بكل طوائفهم ومذاهبهم وقومياتهم واديانهم حول المنقذ الدكتور اياد علاوي الذي طال انتظاره طويلا وحان الوقت الان لرفض الطائفية والعنصرية والتبعية, اما الذين فشلوا يحاولون حتى الرمق الاخير لاعادة العراق الى مربعه الاول ولعبة الشطرنج الاقليمية التي انقشعت وولت بلا رجعة ومن وقف معها وايدها...