واشنطن/النور/ الملف برس :
تشير مصادر أميركية مطلعة الى علمها أن أياد علاوي، الذي وصفت تحالفه بأنه يضم المعادين لإيران والعلمانيين الشيعة والسُنّة والوطنيين العراقيين، ربما ينسحب من الجمعية العمومية (البرلمان)، مشيرة الى أن إيران قررت أن الحكومة البديلة يختارها الطالباني والمالكي والائتلاف الوطني (بمن فيهم الصدريون) وأن مسعود البارزاني موافق على موالاة كتلة المالكي.وقال الكاتب والخبير السياسي الشهير روبرت درايفوس في تحليل سياسي تحت عنوان (هل هناك مؤامرة لطهران في العراق؟) نشرته مجلة النيشن الأميركية: إن إيران لن تخسر في أي وقت لتجميع (حكومة مؤيدة لإيران) في العراق، وفي هذا السياق –القول لدرايفوس- قد تعمل طهران إلى دفع الأقلية السُنّية الى التمرّد العنيف ثانية. وأوضح أن هناك تقارير استخبارية من العراق –من سياسيين عراقيين في الداخل- تشير الى أن علاوي قد يعترض على إعاقته بالانسحاب من البرلمان.واستشهد الكاتب الأميركي بقول أيهم السامرائي، أحد حلفاء علاوي: "نحن نقبل أن تكون هناك دعوات لمقاطعة البرلمان، ولحرب العصيان المدني". وأوضح السامرائي أن ردّاً عنيفاً من مؤيدي علاوي، لا يمكن ان يقابل بهدوء، هو الذي سيجابه عدم تشكيله للحكومة المقبلة، كما ان ناخبي تحالفه، طالبوه بأن تكون الضربة الأولى لنتيجة فوزه التخلص من حكومة نوري المالكي.وأوضح درايفوس قوله: لكن السياسيين العراقيين الشيعة، ومن أسماهم الكاتب السياسيين الانفصاليين الأكراد، يتعاملون مع طهران بطاعة كاملة، واجتمعوا أمس الاول للتفاهم بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، بالرغم من فوز علاوي. وقال إن جلال الطالباني، زار إيران هذا الأسبوع للاجتماع مع الرئيس الإيراني نجاد وآية الله علي خامنئي، مصحوباً بعادل عبد المهدي، وسيلتقيان بمقتدى الصدر. وبيّن أن سياسيي طهران سيضربون –سراً- كل الرؤوس التي لا توافق على التحالف المقترح (المالكي والائتلاف الوطني العراقي والطالباني) هم الذين يشكلون التحالف الحاكم، طبقاً لمصادر عراقية موجودة في العراق وفي الأردن. وأكد أن الهدف سيكون حرمان أياد علاوي من تشكيل الوزارة. وبموجب القانون، وطبقاً لإجراءات سابقة، فإن علاوي، سيُطلب منه تشكيل حكومة، لكن المالكي سيعترض بأنه يستند الى قرار المحكمة التي تسمح له بتشكيل الحكومة لأنه يمتلك تحالفاً أكبر ضمن البرلمان. وكشف أن مسعود البارزاني الزعيم الكردي الرئيس سيرمي شباكه أيضاً وراء الكتلة الموالية للمالكي.وقال درايفوس إن واشنطن بتأثيرها المتضائل في العراق لن تستطيع فعل شيء لإنقاذ علاوي وحلفائه. وشدّد على القول أن هناك القليل الذي تستطيع واشنطن أن تفعله، كنتيجة لإصرارها على سحب قواتها وانكماش تأثيرها،فيما يتزايد النفوذ الإيراني عبر أوساط متعددة. ولهذا فإن العراق قد يُجرّ مرة أخرى الى حافة الحرب الأهلية.
المصدر : صحيفة النور التي تصدر عن الملف برس - الكاتب: الملف برس
