chris مشرف
عدد المساهمات : 439 تاريخ التسجيل : 13/08/2009
| موضوع: لا نبيّ من نسل إسماعيل الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 4:08 pm | |
| لا نبيّ من نسل إسماعيل- أوّلاً
رياض الحبيّب r_hbeyyib@hotmail.com الحوار المتمدن - العدد: 2770 - 2009 / 9 / 15 المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث
لو سأل معلّم مدرسة ابتدائية في دولة إسلامية تلاميذه وغالبيتهم من المسلمين أن يعدّدوا أربعة أنبياء يوم الإمتحان فمعلوم أن الجواب الصحيح هناك: إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد. ولو افترضنا أن بين أولئك التلاميذ تلميذاً يهوديّاً وأنه من الكسالى وكتب في صفحة الإجابة على السؤال: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، سيضع المعلّم له صفراً. ومن المحتمل أن يقوم المعلّم في درس لاحق بحلّ أسئلة الإمتحان للتلاميذ ومنها ذلك السؤال وبعد انتهائه من جميع الحلول، قد يعود ليسأل التلميذ اليهودي من جديد وأمام التلاميذ: هل تستطيع أن تعدّد أربعة أنبياء؟ وقد يجيب التلميذ مكرّراً الغلط عينه: نعم- أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. سيبدأ التلاميذ بالضحك والسخرية من ذلك التلميذ- على ما أظنّ- وقد يقوم المعلّم بضربه أمامهم. فمن الصعب ملاقاة تلميذ مسلم لا يعرف أربعة أنبياء ولا يعرف من هم الخلفاء (الراشدون) إلّا الكسالى، لأنّ (أهل مكّة أدرى بشعابها) كما يُقال. فإنِ اٌستحقّ تلميذ في المرحلة الإبتدائية من الدراسة صفراً وسخرية وعدداً من الصفعات على وجهه وآخر من الركلات على أنحاء في جسمه فماذا يستحقّ رجل يزيد عمره على أربعين سنة ويدّعي النبوّة- بين اليهود خصوصاً وأهل الكتاب عموماً- قائلاً لهم أنّ صالح ولوط وإسماعيل وهارون من الأنبياء وهم في الكتاب المقدّس لم يكونوا إطلاقاً من الأنبياء؟ وهل يُلام الذين قالوا على محمد يومذاك بأنه كَذَّابٌ أَشِرٌ وساحر وشاعر ومجنون (باعتراف القرآن) ومذمّم (بلسان قريش) وحقود (بلسان هند بنت عتبة) ... إلخ؟ أفليس من الصّلف والاستهتار أنْ يعتبر المُدّعي الجديد أهلَ الكتاب وغيرَهم كفّاراً ويفرض دعوته بالسيف وإلّا فالجزية وضرْب الرّقاب- إذ قال في الصحيح: لن يجتمع دينان في جزيرة العرب؟ وماذا اختلف بفِعاله إزاءهم عن فِعال زعيم عصابة أو حاكم دموي من قبله مثل نيرون أو من بعده كخلفائه وسائر رجال عصابته- قتل بني قريظة مثالاً وهو من أفظع ما قرأت، بعدما سلب ونهب وقتل وَسبَا {كما في الغزوات المحمدية وفيما سُمّيَ تالياً بالفتوحات} واستمتع مع عصابته- كما في الصحيح: لقد استمتع رسول الله واستمتعْنا معه- فاستحَلّ الديار واستعبد الأحرار بعدما أنزل تشريعات استهجنها أهل الدّار وضاق بها سابع جار؟
سأعرض في هذا الموضوع أبرز الدلائل على أنّ محمّداً ليس رسولاً من عند الله ولا نبيّاً ولا هم يحزنون- فأوّلاً وفق زعمه في القرآن بأنه مؤمن بالكتاب المقدّس أي بأسفار التوراة وكتب الأنبياء وأسفار الإنجيل وخاتم النبيّين، هنا بعض الأمثلة: (ولقد أرسلْنا رُسُلاً من قبلك منهم مَنْ قصَصْنا عليك ومنهم من لم نَقْصُصْ عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمْر الله قُضِيَ بالحق وخسر هنالك المبطِلون) - غافر ٧٨ (إنّا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيّون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشونِ ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) - المائدة: ٤٤ (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) - المائدة: ٤٧
ولقد قمت بكتابة مواضيع عدّة وتعليقات حول الكوارث المحمّديّة كما دُوِّنتْ في القرآن والسّيـرة التي في كتب التراث وحول غلط القرآن من جهة اللغة وقواعدها ومن جهة (مريم بنت عمران وأخت هارون، إذ خلط بين مريم النبيّة أخت موسى وهارون وبين السيدة مريم العذراء بنت القدّيسَين يواكيم وحَنّة وأمّ السيد المسيح له المجد) وحول تأليف القرآن مستعيناً بكتاب “الشخصيّة المحمّديّة” لمؤلّفه الأديب العراقي الراحل معروف الرصافي {وهذا الموضوع لم تنتهِ حلقاته بعد} وحول عدد من أحكام محمّد في الرّجم والجَلد والتي خالف بها أحكام التوراة والإنجيل، ما دلّ بوضوح على أنّه بلا ريب غير مؤهّل لحمْل أيّة رسالة سماويّة من جهة- ومن جهة أخرى لا ينطبق عليه تعريف النبي. وهذا التعريف هو ما سأكتب تالياً، مقتبساً من قلم كاتب إسلامي*
فأمّا عن معنى النبوّة ثانياً وعند وضع كلمة “نبي” في محرّك البحث ويكيبيديا- القسم العربي، يُقرأ في السطور ما يأتي مع اختصار من جهتي: {قام اللغويّون باشتقاق كلمة “نبي” من ثلاثة مصادر؛ الأول- من النبّو بمعنى الارتفاع والسّمو. فهي تدل على اكتساب مقام النبوة الروحي السامي والرفيع. الأمر الذي جعل صاحب هذا المقام يستحق عند بارئِهِ لقب نبي. الثاني- من النّبيء بمعنى الطريق الواضح. ويعني المنهج الحياتي الواضح الذي يسلكه كل شخص بلغ مقام النبوة. ويتلخص هذا المنهج بالإيمان بوجود خالق لهذا الكون وبالسعي للتخلق بأخلاق هذا الخالق على الأرض، والمحافظة على إنسانية الإنسان وذلك بعدم مشابهة الأنعام وعدم اتباع الهوى والشهوات والأطماع الشخصية. الثالث- من النبأ وهو الخبر الصادق ذو الشأن العظيم. وهذا الاشتقاق جدير بالرعاية والعناية لسعة دلالته. ولقد نبّهَنا الراغب الأصفهاني في معجمه “مفردات الراغب” أن النبأ يعني الخبر ذا الفائدة العميمة، والذي يتحصل منه علم صادق حقيقي منزه عن الكذب والافتراء، والذي يتلقاه النبي من جانب ربّه الذي شرّفه بمقام النبوّة ولقبها. ونحن [أي كاتب هذه السطور في ويكيبيديا] نضيف أن اجتماع هذه الأمور في شخص ما، لا تكفينا لنطلق على هذا الشخص اسم “نبي” وبالمفهوم الشرعي، ما لم يخاطبه ربّه في كلامه إليه بلقب نبي [أي يا أيها النبي...] ذلك لأننا لا نعلم من الأمور إلاّ ظواهرها، لكن الله عَزّ وجَلّ هو المُطّلع على سرائر الأفئدة وخفاياها. لذلك فهو العليم المختص بمنح هذا اللقب أو عدم منحه إياه} انتهى. وهنا المزيد عبر الرابط: http://en.wikipedia.org/wiki/Prophet
وقد حاول عدد من المدافعين عن رسول الإسلام ودعوته محاولات عدّة لاستخلاص ذكْرٍ ما عن محمد في الكتاب المقدّس أو أيّة علامة أو إشارة؛ منها: أوّلاً- الإدّعاء بأنّ نبوءة ما عن مجيء (أحمد) قد وردت في (إنجيل برنابا)! وتعليقي هو أنّ هذا الإنجيل مرفوض ليس من المسيحيين فحسب، لما فيه من غلط من جهات عدّة وأهمّها: 1 إنّ المسيحي يعرف كلام الله ويميّزه بسهولة من غيره ويا ليت سائر المؤمنين بالله يميّزونه مثله. 2 إنّ قانون الكتاب المقدّس مختوم إلى الأبد - أي أنّ أسفاره ال 73 غير قابلة للإضافة ولا الحذف، منذ القرن الأوّل قبل الميلاد {أسفار اليهود القانونية- العهد القديم} ومنذ القرن الرابع الميلادي {أسفار الإنجيل- العهد الجديد} أي قبل ظهور رسالة الإسلام بأزيد من ثلاثة قرون وقبل ظهور (إنجيل برنابا) في القرن الخامس عشر أو بعده والذي كتبه أحد المؤسلَمين في القرن الخامس، علماً أنّ آخِر سِفر من أسفار العهد الجديد الذي بين أيدينا اليوم مكتوب في نهاية القرن الأوّل الميلادي، امّا الأسفار الأخرى والتي ظهرت بعد القرن الأوّل فلم تحظَ بالقبول من الكنيسة بل اعتبرتها غير موحىً بها من الله- مثل إنجيل بطرس وإنجيل يعقوب، وبطرس ويعقوب من التلاميذ الإثني عشر، في وقت اعتمدت الكنيسة الإنجيل بتدوين كلّ من مرقس ولوقا وهما تلميذا بطرس وبولس على التوالي. 3 إنّ مدينة نينوى تقع على البحر المتوسط وإنّ الناصرة ميناء على بحر الجليل- أي بحيرة طبرية- وهذان الزعمان من الغلط الجغرافي في الإنجيل المزعوم.
بل انّ الكتاب مرفوض من المسلمين أنفسهم لأسباب عدّة- كما في الرابط أدنى. وهنا موقف المسلمين من إنجيل برنابا وسط آراء كبار ائمة المسلمين وعلمائهم كالطبري إذ وّرَدَ عنده: لا يُعرَف لدينا سوى أربعة اناجيل فقط كتبها حواريّو المسيح وهي إنجيل متى وإنجيل يوحنا وإنجيل مرقس وإنجيل لوقا (تاريخ الطبري ج1 ص 103) والكلام عينه مذكور في كتاب “الملل والنحل” للشهرستاني ج1 ص100 وذكره المسعودي في كتاب “مروج الذهب” ج1 ص312 [مع التحفّظ على كلمة (أناجيل) لأنّ كلمة {إنجيل} المعرّبة من اليونانيّة εὐαγγέλιον تعني البشرى أو الخبر السّارّ وهي ليست مصدراً لفعل أي غير قابلة للإشتقاق ولا قابلة للجمع أو العدّ بأيّ قياس، لأنها في الأساس كلمة غير عربية، شأنها شأن الكلمات الأعجمية]
وهنا أوجز رأيَين من آراء كبار الكتاب المسلمين، أحدهما للأديب الكبير عباس محمود العقاد إذ كتب في جريدة الأخبار في 26/10/1959: لوحظ في كثير من العبارات في إنجيل برنابا 1- أنهُ كُتِب بصيغة لم تكن معروفة قبل شيوع اللغة العربية في الأندلس وما جاورها. 2- أنّ وصف الجحيم في إنجيل برنابا يستند إلى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود والمسيحيين في عصر الميلاد. 3- أنّ بعض العبارات الواردة به قد تسربت إلى القارة الأوربية نقلاً عن المصادر العربية. 4- ليس من المألوف أن يكون السيد المسيح قد أعلن البشارة أمام الألوف باسم محمد رسول اللّه 5- فيه اخطاء لايجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه, ولايرددها المسيحي المؤمن بالاناجيل, ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من التناقض بينه وبين القران -
والآخر هو قول المؤرخ الكبير د. محمد شقيق غربال في الموسوعة العربية الميسرة تحت كلمة “برنابا” أنه إنجيل مزيّف وضعه أوروبي في القرن الخامس عشر- الصفحة 354- وفي وصفه السياسي والديني للقدس في أيام المسيح أخطاء جسيمة. كما أنه يصرّح على لسان سيدنا عيسى أنه ليس المسيح إنما جاء مبشّراً بمحمد الذي سيكون هو المسيح. وهناك أيضاً ملحوظة مهمة لا يمكن تجاهلها أنه لا يوجد لهذا الكتاب أية إشارة في جميع كتب المفسّرين المسلمين من القرن الثامن حتى القرن الرابع عشر كالطبري والبيضاوي. ولم توجد له أدنى إشارة في كتب المؤرخين مثل المقريزي، ولم توجد له أيضاً أدنى إشارة في القرآن ذاته. رغم ما في هذا الكتاب من مهاجمة غزيرة للإنجيل والتوراة. (عن كتاب عوض سمعان) والمزيد عبر الرابط http://en.wikipedia.org/wiki/Gospel_of_Barnabas | |
|