chris مشرف
عدد المساهمات : 439 تاريخ التسجيل : 13/08/2009
| موضوع: محلات بغدادية الأربعاء سبتمبر 16, 2009 5:24 pm | |
| *محلة الدهانه : ـــــــــ تقع بين محلات سوق الغزل وصبابيغ الآل ورأس القرية . وعدت في العصر العباسي قسماَ من محلة المأمونية ، وعرفت في العصرالعثماني بالدهانه نسبةَ الى باعة الدهن الذين تكثر محلاتهم هناك كانت الدهانه محلة متسعة فيها قهوتان وست عقود اي دروب ، وان من معالم الدهانه : سوق العطارين والاعشاب الطبية وسوق القصابين وسوق علاوي الحبوب نهاية سوق الدهانه . ومن اول هذه السوق تبدأ اول سلسلة مسقفة بالجملون ( الجمالي ) المتخذ من الخشب المغطى بالبواري والحصران والقصب المملوج بالطين الاحمر ، حتى اذا ما هطل المطر انحدرت مياهه الى المزاريب ثم ينساب الى الارض خارج السوق . اما القسم الآخر من السوق فقد بني سقفه بالجص والطابوق بشكل معقود على الطراز العباسي القديم على اعمدة حجرية قوية .ولم يبق اثراَ يذكر لذلك السقف في الوقت الحاضر . ومن معالم هذه المحلة والتي اندرست : خان الوقف وفيه دكاكين لبيع الخضروات بانواعها .
* سوق الدهانه : ــــــــ احتفظت الدهانة بسوقها الشعبي ، وتنتشر فيها بعض المحال والدكاكين ،منها لبيع القطن والندافة واخريات لبيع الليف والشموع المصنوعة محلياَ كذلك ينتشر الجراخون والنجارون والحدادون ، كما تشم رائحة الكباب البغدادي والمشويات من بعض مطاعمها الصغيرة ... وفي نهاية السوق وبالقرب من الشورجه كانت وما زالت تنتشر محال بيع الحبوب والتوابل .
* القصابون : ـــــــ وكانت محلة الدهانة قد اشتهرت بسوقها الكبيرفيما مضى من الزمن ، وكان من اشهر معالم ذلك السوق القصابون او( الكصاصيب ) كما يطلق عليهم البغداديون ... والقصاب او الكصاب هو الجزار نسبةَ الى الجزر اي النحر.وقد كثر القصابون في سوق الدهانة وكان من اشهرهم: ( مجيد الحمد وفالح حسن علي الزبيدي وحمودي الطرفان وهوبي الداود .اما الآن فلم يبق في سوق الدهانة سوى قصاب واحد هو فؤاد القصاب ).
* العطارون : ـــــــ وهم اصحاب محال بيع الاعشاب وكانت دكاكينهم منتشرة في سوق الدهانه. عرف الانسان الاعشاب الطبية وفوائدها العلاجية المختلفة منذ فجر التاريخ فقد برع الصينيون والمصريون و العراقيون في علم التداوي بالاعشاب ، حيث استخدموا العديد من هذه الاعشاب في علاج الكثير من الامراض . اضافةَ الى استخدامها في التحنيط . كذلك في امور الزينة والتجميل مثل نبات ست الحسن(البلادونا )الذي استخدمته النساء بكثرة لتوسيع حدقة العين ....... وفي العصور الاسلامية انتشر التداوي بالاعشاب . وظهرت الكثير من الكتب و المخطوطات التي تشرح بصورة واضحة انواع الاعشاب الطبية المختلفة وطرق استخدامها . والحقبة الماضية شهدت استخدام الاعشاب الطبية في علاج الامراض الكثيرة وتنوع طرق استخدام الاعشاب الطبية من استخدام منقوع او مغلي للنبات . كانت بعض الاعشاب توصف من قبل المتطببون وكان من اشهرهم في اواخر العصر العثماني في محلة الدهانة هو السيد احمد . اما من اشهر عشابي هذه المحلة في الوقت الحاضر فهو ابو طيبة الذي حدثنا عن الاعشاب وفوائدها ، قائلاً : ( بعض الامراض تداوى بالاعشاب مثل : آلام العمود الفقري / عرق النسا / الجذام / الدوخه والنسيان / الكزاز/ تساقط الشعر / آلام الاسنان/ الحروق / الاكزمه / القشرة / السرطان /اوجاع البطن / الرمد / التهاب المفاصل وامراض اخرى .. )
* جولة في دروب الدهانة : ـــــــــــــ اذا ما تجولنا في دروب محلة الدهانه .....سنمر في دربونة الدبس والحلاوه . في هذا الزقاق الضيق يمكن للشخص ان يمس الحائطين المتقابلين للزقاق على مد ذراعيه الى الجانبين ... لنقف عند احد الابواب المتآكلة والتي كانت مرصعة بالمسامير يحمل كل منها مطرقة نحاسية جذابة فيما مضى من الزمن . هذه الدار اشتهرت بصناعة السمسميه وتلك بصناعة الدبس او الحلوى حيث كان يصنع الدبس من التمر الزهدي لرخص ثمنه . وكانت المرأة البغدادية تصنعه في بيتها في قدر كبير من الصفر المبيض حديثاَ مع كمية مناسبة من الماء . وتوقد تحته النار حتى تصل درجة الغليان ،ثم تفرغه (بكوشر) اي سلة من سعف النخيل . ثم تطوي صفحة الكوشر وتضع عليه ثقل مناسب كي يشرع الكوشر بالترشح ، ثم ينقل السائل المرشح الى السطح العالي ليوزع على صوانٍ وأوانٍ حتى يتبخر الماء نتيجة تعرضه للشمس . فيصبح دبساَ لذيذاَ .
* تستمر جولتنا مع ذكريات هذه المحلة : ـــــــــــــــــــ ـ في هذا المكان، كانت ثمة مقهى شعبية لأهالي محلة الدهانه ، مقهى حميد اشهر مقهى في المحلة ..كان سكان المحلة يتوافدون اليها لمشاهدة برامج التلفزيون العراقي في اوائل ايام بثه في خمسينيات القرن الماضي ،يوم كانت اجهزة التلفازفي البيوت مختصرة على الميسورين من الناس .
ـ هنا كان عبد ( كجل ) ... يبيع شربت البرتقال الخالص غير المغشوش .... كان القدح الواحد من الشربت بعشرة فلوس يومذاك .، يابلاش يا بلاش... هذا ما كان يردده عبد كجل انذاك .
ـ وفي هذا المكان كانت تنانيرسلمان الخباز تقدم الخبز الحاروالتفتوني لأهالي المحلة .وكانت صبايا المحلة تناديه : فدوه عمو سلمان مشينه . وهو يرد عليهن بهدوئه المعتاد : بالسره بناتي بالسره .
*حميد الحلاق : ــــــ اقدم حلاق في هذه المحلة هو حميد الحلاق ... ولم يتغير موقع دكانه منذ اكثر من اربعين عاماَ ، وبقي مصراَ على مزاولة عمله الى يومنا هذا .
* مدرسة الحسينية الابتدائية للبنين : ـــــــــــــــــ في هذه المنطقة من المحلة والتي تحولت اليوم الى كراج للعربات الخشبية ودكاكين للنجارة كان موقع مبنى مدرسة الحسينية الابتدائية للبنين، وكانت هذه المدرسة من توابع جمعية المدارس الجعفرية .
* مدرسة رأس القرية الابتدائية للبنين : ــــــــــــــــــ هذه البناية التي تبدو من بوابتها انها شبه مهدمة . كانت فيما مضى واحدة من المدارس المهمة في بغداد ...انها بناية مدرسة رأس القرية الابتدائية للبنين ، ولنطلع على هذا الاعلان عنها صدر بتاريخ 21 / شباط / 1918 م يقول الاعلان )ستفتتح الحكومة بعد ثلاثة ايام من التاريخ اعلاه مدرسة رأس القرية الابتدائية . وعين لأدارتها السيد عبد المجيد زيدان وعين معه اربعة معلمين هم : عبد الكريم الاعظمي ، توفيق الشيخ داود ،طه الشيخلي ، احمد مختار بابان ،... ويذكر ان احمد مختار بابان اصبح فيما بعد آخر رئيس وزراء للعراق في العهد الملكي ، واطاحت بحكومته ثورة الرابع عشر من تموز 1958)
* حسينية السيد عبد الكريم الحيدري : ــــــــــــــــــ هذه الحسينية عادت لسابق عهدها بعد تعميرها مؤخراَ ،انها من اقدم الحسينيات في هذه المحلة ، و تأسيسها يعود لسنة 1341 للهجرة كما هو مبين في ابيات من الشعر تدون تاريخ تأسيسها من قبل السيد عبد الكريم الحيدري .. وكانت تعقد في هذه الحسينية الاجتماعات بعد ثورة العشرين .وكان للحيدري دوره البارز فيها . فقد ذكر الدكتور حسين علي محفوظ في احد بحوثه : ان السيد عبد الكريم الحيدري هو احد النقباء الاثنا عشر الذين اختارهم العراقيون للمطالبة بالاستقلال بعد الاحتلال الانكليزي فضلاَ عن انه من رجال ثورة العشرين واحد زعماء العراق البارزين في تلك الفترة وقد توفي رحمه الله سنة 1944 للميلاد ـ 1363 للهجرة
* توديع المحلة : ــــــــ ونحن نغادرهذه المحلة العريقة بتاريخها البغدادي الاصيل … لنتذكرواحداَ من مشاهيرها … انه مطرب المقامات الحاج احمد جعفر النيار: ولد في محلة الدهانه ستة 1228 للهجرة ، وتوفي فيها سنة 1299 للهجرة . وكان مكفوف البصر، اخذ المقام العراقي عن ملا حسن البابوججي وماشاء الله المندلاوي والسيد علي الحكيم ومطرب المقامات المشهورشلتاغ .
| |
|