الاعظمية في الأصل هي مقبرة الخيزران نسبة الى زوجة الخليفة العباسي محمد المهدي ابن ابي جعفر المنصور ((الخيزران بنت عطاء)) لأنها دفنت فيها فسميت باسمها ودفن فيها العديد من العلماء منهم محمد بن اسحاق صاحب السيرة والمؤرخ الكبير الواقدي، والإمام الطبري وغيرهم كما دفن فيها مشايخ الصوفية منهم الشيخ ابو بكر الشبلي والشيخ ابو الحسين النوري، فيا زائر الاعظمية خفف الوطء ماتحت أديمها الا عالم او ولي ولا ترفع صوتك في أرجائها فلا يرفع فيها إلا صوت الحق وصوت الأحرار، ولا تفتخر بحسبك او تتعالى به على أهلها فهم ذوو أرومة عربية أصيلة، وأكثرهم ينتسبون إلى قبيلة العبيد المعروفة والمشهورة وسميت بالاعظمية نسبة الى الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان الذي دفن في مقبرة الخيزران ويقال إن هذه التسمية اشتهرت منذ ثلاثة قرون تقريبا وسابقا كانت تعرف بمحلة الإمام أبي حنيفة وتوجد في الاعظمية معالم كثيرة ، ومن أهم المعالم والإحداث التي تستحق الذكر حولها. فيها أقدم مدرسة وهي مدرسة الإمام أبي حنيفة افتتحت سنة (459هـ) يقول عنها الدكتور مصطفى جواد و الدكتور احمد سوسة في كتابهما (دليل خارطة بغداد) انها ((أول مدرسة منتظمة واسعة أنشئت في العراق)) وهي تسبق المدرسة النظامية بخمسة شهور والمدرسة المستنصرية التي فتحت سنة (631هـ) وهي تقع بجوار الإمام الأعظم واليوم تحل محلها كلية الإمام الأعظم وهي امتداد لها وتعد الوريث الشرعي لتلك المدرسة العريقة. في عام (614هـ) غرق مشهد الإمام أبي حنيفة وما حوله بالفيضان. ان السلطان سليمان في (5 جمادي الثانية) سنة (941هـ) زار مرقد الإمام الأعظم وأمر بتعمير قبته لما رآها خربة وترميم المسجد لان جدرانه آيلة للسقوط وأمر بتأسيس دار ضيافة للوارد والصادر وأن يطعموا طعام الغداء والعشاء ولم يكتف بهذا بل أمر ان يتخذ سور حول الاعظمية لحراستها من العابثين واللصوص ولم يبق اثر لهذا السور. وفي ايام الوزير محمد رشيد باشا الكوزلكَي المتوفى ببغداد سنة (1856م) اخذ من جميع سكان بغداد الأموال لبناء المسناة الواقعة على شاطئ دجلة من جانب الاعظمية وهي مسناة قديمة من ايام العباسيين تحمي الاعظمية من الغرق، وما زالت بعض أثارها باقية للعيان الى الآن. في عام (1908م) قدر عدد محلات الدباغة وهي المهنة التي كان يمارسها أكثر أهالي الاعظمية بـ(40) معملاً وفي سنة (1912م) وقع أول إضراب لعمال الدباغة وطالبوا برفع أجورهم فتم الاستجابة لهم وفي العام التالي قاموا بإضراب أخر طالبوا بزيادة أجورهم بمقدار (25%) فاضطر أصحاب المعامل الى الإذعان لمطالبهم. وفي (19 مارس من عام 1916) وصل الى بغداد وكيل رئيس القيادة العامة وناظر الحربية أنور باشا وزار الاعظمية والكاظمية وقدم مصحفاً لكل منهما. تم افتتاح أول جامعة عراقية في العصر الحديث وهي جامعة ((آل البيت)) سنة (1924م) في عهد الملك فيصل الأول الواقعة قرب المقبرة الملكية، واليوم تشغلها الجامعة الإسلامية وكان مقرراً أن تتكون الجامعة من ست شعب وهي ((الدينية، الطبية، الهندسية، الحقوق، الآداب، الفنون)) الا ان الجامعة اقتصرت على الشعبة الدينية ومن ثم تم غلق الشعبة الدينية في سنة (1929م)، ولا شك ان في اسمها وموقعها له دلالة كبيرة، اما اسمها ((جامعة آل البيت)) ففيه من الدلالة على ان أهلها من محبي آل البيت الأطهار وأما موقعها ففيه تلميح الى ان الاعظمية موطن العلم والعلماء. وفي غزو العراق عام (2003م) كانت الاعظمية أخر منطقة سقطت من بغداد إذ وقعت فيها المعركة الشهيرة والمعروفة بتاريخ (10/ 4 /2003) و كان دخول قوات الاحتلال إليها عنوة وبقوة السلاح من دون ذلة أو مهانة الاستسلام.