جاء إعلان الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة عن اكتشاف أول حالة أنفلونزا خنازير بمصر لطفلة مصرية قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية علي طائرة مصر للطيران إلي جانب اكتشاف عدد من الحالات المصابة بين طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة بمثابة مؤشر قوي علي أن الخطر الذي كنا نسمع به قد أقترب كثيرا منا وأصبح علي بعد خطوات من كل منا .
وقد عقد المركز القومي للسموم بجامعة القاهرة ندوة بعنوان ( انفلونزا الخنازير بين الواقع والخيال ) شارك فيها نخبة من أساتذة الطب ومسئولي وزارة الصحة وشددوا علي خطورة المرض وأهمية تضافر الجهود الرسمية والأهلية في إطار خطة قومية لمواجهة الاحتمالات القوية لتحول المرض إلي " وباء" يحصد أرواح عشرات الآلاف من المصريين خاصة في ظل ما وصفوه بضعف وعدم كفاية الإمكانيات والإجراءات الموضوعة لمحاصرة المرض .
وفيما يلي تفاصيل الندوة ...في مستهل الندوة أوضح الدكتور عبد الرحمن النجار أستاذ الأدوية ومدير المركز القومي للسموم بجامعة القاهرة أن معدل انتشار أنفلونزا الخنازير يتزايد يوما بعد يوم عالميا ووصل عدد الإصابات إلي أكثر من 13500الف مصاب في52 دولة علي مستوي العالم وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية دخولنا المرحلة الخامسة وعلي وشك الإعلام عن دخول المرحلة السادسة أي تحول المرض إلي وباء يعم العالم .
ونبه إلي خطورة أنفلونزا الخنازير لأنها تدخل خلايا الشخص المصاب وتتكاثر فيها ويتحول المصاب إلي شخص منتج لفيروسات المرض وينقل بالتالي العدوي للآخرين والدواء المناسب يمنع هذه الآلية التي تمكن الفيروس من التكاثر بهذا الشكل داخل الانسان المصاب لافتا إلي أن الأدوية العادية لعلاج الأنفلونزا الموسمية تكفي كخطوة أولي لعلاج أنفلونزا الخنازير، كما أن إعطاء المريض لقاح الأنفلونزا العادية الموسمية أو أي مضادات أخري للفيروسات يسهم في التصدي لمخاطر المرض.
مطلوب خطة قومية لمواجهة انفلونزا خنازير .ومن جانبه حذر الدكتور عبد المنعم حجازي مدير مستشفي حميات إمبابة من الإفراط في بعض إجراءات منع عدوي انفلونزا الخنازير في مصر لافتا إلي أن الأنفلونزا بكل أنواعها مرض تنفسي ينتقل عبر الهواء وعبر الطيور المهاجرة الحاملة للمرض وهذه لاسيطرة لأحد عليها كما أن أجهزة الكشف الحراري في المطارات ليست كافية لان الإنسان المصاب يمكن أن يعبر من المطار لعدم ظهور الأعراض عليه رغم أنه حامل للفيروس .
وأكد أن أي إنفاق زائد من اجل منع المرض يعد تبذيرا فالعدوى لايمكن منعها ويجب توجيه كل الطاقات لتوفير الأدوية اللازمة لعلاج المرضي بمجرد إصابتهم وظهور الأعراض عليهم .
وطالب بخطة قومية للطوارئ يحشد لها جميع الإمكانيات المادية والعلمية والفنية بعد أن تسرب المرض إلي مصر وأصبح خطر الإصابة به يهدد كل فرد منا مشيرا إلي أن عدد المستشفيات وأسرة المرضي بها ووحدات العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي المطلوبة لعلاج الأعداد الكبيرة من المرضي المتوقع إصابتهم لن يكون كافيا لاستقبال وعلاج تلك الأعداد.
وشدد علي ضرورة إعداد أماكن احتياطية لإيواء المرضي وعلاجهم فيها مثل مراكز الشباب والنوادي الرياضية والمدارس والجامعات لما فيها من قاعات يمكن تجهيزها لهذا الغرض ،كما يجب تدريب أعداد كافية من الأطباء وأطقم التمريض والمواطنين المتطوعين علي أعمال رعاية المرضي صحيا بالإضافة إلي جميع الأعمال الاخري بالمستشفيات العادية والميدانية المطلوب تجهيزها .
وكشف الدكتور عامر الخولي مسئول الطب الوقائي بوزارة الصحة عن أن الأنفلونزا الموسمية العادية التي تأتي كل سنة تقتل حوالي نصف مليون إنسان سنويا منهم 36 ألف مريض فقط في الولايات المتحدة الأمريكية وأنها تصيب ما يقرب ما بين 5-20% من سكان العالم يدخل منهم 200 ألف مريض المستشفيات للعلاج من مضاعفات تلك الأنفلونزا العادية الموسمية .
وأشار إلي أن انفلونزا الخنازير أصبحت تنتقل من الإنسان إلي الإنسان بعد تمكن الفيروس من اكتساب القدرة علي التكاثر داخل خلايا الشخص المصاب وجعله بالتالي ناقلا للعدوى عن طريق العطس آو التقبيل أو السلام بالأيدي لافتا إلي أننا سنصبح علي ابواب جائحة مؤكدة إذا لم يتم تفعيل إجراءات المواجهة مع الفيروس.
عشرات الآلاف ضحايا متوقعين وكشف الدكتور عامر النقاب عن أن أرقام الضحايا المتوقع موتهم بسبب المرض في مصر إذا فشلت المواجهة يتراوح ما بين 18 إلي 38 ألف لافتا إلي أنه تم تجهيز مدافن جماعية وتوفير الأكياس البلاستيكية اللازمة للدفن الجماعي.
وأشار إلي أن مستشفياتنا ومراكزنا الصحية ليس لديها الاستعدادات لاستقبال ما يقرب من 20 مليون مصاب وهو الرقم المتوقع إصابتهم بالأنفلونزا إذا تمكن الفيروس من اختراق كل الإجراءات الحالية للمكافحة و تحول لاقدر الله إلي " وباء " مؤكدا أنه من المعلوم أن عدد المستشفيات والوحدات الصحية التابعة للوزارة لن تكون كافية لاستقبال وتشخيص وعلاج هذا العدد الضخم من المصابين .
وشدد علي ضرورة تدريب عدد كاف من المتطوعين علي كيفية التعامل مع المرضي لتعويض العجز في الأطقم الطبية من أطباء وممرضين المتوقع عدم حضورهم إلي المستشفيات إما بسبب إصابتهم بالمرض او بسبب رفضهم الذهاب للمستشفيات والوحدات الصحية خوفا علي أنفسهم من الإصابة لافتا إلي ضرورة تدريب الأطباء والممرضين علي أساليب وقاية أنفسهم من انتقال العدوي اليهم .
وأكد أن الوقاية من عدوي انفلونزا الخنازير ممكنة وان تلك الوقاية هي الطريقة الوحيدة المتاحة حاليا لمنع الإصابة بالمرض لأنه لايوجد لقاح واقي منه حتى الآن بسبب أن الفيروس دائم التحور لذلك يجب إعداد لقاح جديد عند كل تحور .
وقال إن غسل الأيدي بالماء والصابون أو المطهرات وسيلة فعالة لقتل الفيروس بالإضافة إلي غسل وتطهير كل الأسطح والأبواب وأسطح المكاتب التي يلمسها الناس مثل المفاتيح والأبواب والمناضد منبها إلي أن من يسافر للعمرة أو الحج يجب عليه التشدد في اتباع اجراءات الوقاية والابتعاد عن أماكن الزحام بقدر الإمكان .
وطالب بضرورة تقوية المناعة الذاتية للإنسان بشرب عصير الليمون وتناول الموالح والبصل والثوم والخضروات والفاكهة وتجنب استخدام المراوح والمكيفات حتى لاتكون سببا في الإصابة بأي نزلة برد تضعف المناعة الطبيعية للجسم لافتا إلي أهمية الامتناع عن السلام بالتقبيل وينبغي علي المخالطين للمرضي مثل الأطباء والممرضين والأهل ارتداء الكمامة الواقية من العدوى .
فيروس انفلونزا خنازير صناعة غربية !!وأشارالخولي إلي أن وزارة الصحة وضعت خطة قومية لتحديد الأدوار للجهات المختلفة من صحة وشرطة وجمعيات أهلية والتربية والتعليم والجامعات وغيرها للتصدي للمرض إذا تحول لاقدر الله إلي جائحة ووباء مشيرا إلي أنه تم توفير الأدوية اللازمة للعلاج في القاهرة وسائر المحافظات .
وشدد علي مقولة (نريد وعيا ولا نريد ذعرا ) مؤكدا علي أن وزارة الصحة بمفردها لايمكنها التصدي للمرض إذا اخذ شكل الوباء وأنه لابد من مشاركة وتعاون كل الوزارات ومنظمات العمل الأهلي والمتطوعين في إجراءات التصدي .
واستنكرت الدكتورة مها غباشي أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة القاهرة هذا الاهتمام المبالغ فيه من جانب منظمة الصحة العالمية والغرب بانفلونزا الخنازير مشيرة إلي أن هناك أمراض أخري اشد فتكا بشعوب العالم الثالث منها الكوليرا والتيفوئيد والأنيميا وهي تقتل الملايين من البشر سنويا ولا تلقي نفس الاهتمام ولا يحشد لها الدعم المالي والدوائي اللازم لعلاج المصابين بها.
ولفتت الانتباه إلي أن هناك تفسيرات تقول بأن فيروس انفلونزا الخنازير تم تصنيعه في معامل الغرب ورافق ذلك حملة إعلامية ضخمة تم التخطيط لها ورصد الاموال اللازمة لنشر الذعر علي مستوي العالم لتشغيل مصانع الأدوية الأمريكية والترويج لأدويتها ولقحاتها لتحقق من وراء ذلك مئات المليارات من الدورلات كأرباح من بيع تلك الأدوية.
وأشار الدكتور أيمن سيد سالم أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة القاهرة إلي أن أهم أعراض الإصابة بأنفلونزا الخنازير ارتفاع درجة حرارة المصاب والرشح والعطس المستمر وآلام العضلات ويمكن للعطسة الواحدة أن تنشر الفيروس علي بعد ستة أمتار إلي جانب فقدان الرغبة في الأكل والإسهال وهو مايميز انفلونز الخنازير عن الأنفلونزا العادية وتستمر هذه الأعراض لمدة سبعة أيام وتستمر في صغار السن لمدة عشرة أيام .
الإيمان يقوي جهاز المناعةونبه الدكتور أيمن إلي أن الفئات الأكثر تعرضا للإصابة هم الأطفال الأقل من خمس سنوات وكبار السن الأكثر من 65 سنة بالإضافة إلي المرضي الذين يتعاطون الأسبرين مشيرا إلي ضرورة الإبلاغ عن الإصابة فورا للسلطات الصحية والعزل عن باقي الناس إلا المعالجين وأي شخص لديه حساسية من البيض يمتنع عن اخذ اللقاح لان اللقاحات يتم تصنيعها من البيض .
وأشارت الدكتورة مايسة شوقي أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة القاهرة إلي ضرورة تقوية جهاز المناعة لدي الإنسان من خلال الغذاء كحائط صد مهم ضد الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير وأن تسير التغذية العلاجية جنبا إلي جنب مع الدواء التقليدي فهي تعضد من جدوى العلاج وتقلل من توهج المرض ومضاعفاته خاصة أنه ثبت من الدراسات أن 33% من الأمراض التي تصيب الإنسان سببها العادات الغذائية الخاطئة .
وحذرت من أن تتملك الإنسان مشاعر الحزن والإحباط واليأس والاكتئاب فهي من أسباب إضعاف جهاز المناعة لافتة إلي ضرورة أن يبعد الإنسان عنه تلك المشاعر السلبية وان يفكر بايجابية وتفاؤل ومما يساعده علي ذلك كثرة ذكر الله تعالي وقراءة القرآن الكريم والمداومة علي أداء الصلوات والإيمان بالقضاء والقدر.
وأشارت إلي أنه من الأمور التي تقوي المناعة لدي الإنسان كثرة الحركة والمشي بدون سيارة وشرب قدر كاف من الماء يوميا والنوم ثمانية ساعات يوميا علي الأقل وعدم الإسراف في شرب القهوة والامتناع عن التعرض لعادم السيارات وعدم استخدام المبيدات الحشرية داخل المنزل .
وأكدت أن تقرير منظمة الصحة العالمية يؤكد أن الوباء قادم قادم ولابد من التوعية بأساليب المواجهة وطرق منع انتقال العدوي مشيرة إلي أن علم العلاج بالتغذية يعد بديلا للعلاج بالأدوية التي تسبب اغلبها أعراضا جانبية غير مرغوب فيها لافتة إلي أنه جاءتها حالة تعاني من السرطان منذ ثلاث سنوات وقامت بعلاجها من خلال الغذاء من المرض مما يؤكد أهمية التغذية العلاجية التي أثبتت جدواها مع الكثير من الأمراض حتى لو كان من بينها السرطان.