[size=20pt]
الريـاضـة ...........
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم
حنـاني ميـــــــا
ميونيــخ ـــ المـانيـــــا
* عمو بـا بـا *
* الريـاضي الأسطورة *
منذ اكثر من نصف قرن من الزمن وعمو بـابـا في الملاعب الرياضية واسمه على الألسن ، فمنذ نعومة اظفاره عشق الرياضة وخاصة لعبة كرة القدم ،ورغم تقدمه في السن ومرضه فلا زالت الرياضة شغله الشاغل ، وقبل مغادرتي العراق ومجيئي الى المـانيـــا ،، اي قبل 8 سنوات ،، عايشت عمو بـابـا لسبعة اشهر ، عرفته خلالها عن كثب ، واهم مـا عرفته عنه انه عراقي اصيل يحب وطنه الى حد كبير وامنيته ان يموت فيه ويوارى الثرى في ارضه الطيبة ، وانه كنز رياضي ثمين بحاجة الى من يعرف قيمة هذا الكنز ـ بالأضافة الى انه يملك ارشيفا رياضيا غنيا بحاجة الى من يعتني به ويطبعه على شكل مؤلف او كتاب ، عدى ذلك كله فلعمو بـابـا ذاكرة يختزن فيهـا كم هائل من الذكريات الرياضية التاريخية وهي بحاجة الى من يسمعهـا ويوثقهـا قبل فوات الأوان .
عمو بـابا اللاعب والمدرب ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في جلسة خاصة في نادي كلية التربية الرياضية ضمت بعض الشخصيات الرياضية منهم مؤيد البدري ، حسين سعيد ، ثامر يوسف ، واثق اسود ، وميض خضر ، وعدد من لاعبي الجامعة ، وبعض الطلبة جرى حديث بين الجالسين فقال احد الطلبة ان اعظم لاعب عراقي في كرة القدم هو جمولي ،، جميل عباس ،، وقال طالب اخر ناصر جكو ، مـات مؤخرا لأصابته بمرض عضال رحمه الله ، انبرى الأستاذ ثامر محسن مدرب مادة كرة القدم في كلية التربية الرياضية فقال .. ان اعظم لاعب انتجه العراق في تاريخه في كرة القدم على مر العصور وبدون منازع هو عمو بــابـا والمسافة بينه وبين فلاح حسن واسعة ، وهذه شهادة تاريخية لهـا قيمتهـا .
كتبت الصحافة المصرية والتركية والأيرانية والخليجية عنه الكثير من المقالات شارحة فيهـا صولاته وجولاته واهدافه الكروية الجميلة ، والحق فان هذا اللاعب والمدرب الرياضي الذي حفر ابهاماته الرياضية عميقة في تاريخ العراق الرياضي يستحق بجدارة لقب اللاعب الأسطوري .
كان عمو بــابـا اكثر المدربين حظوة في تحقيق الأنتصارات وحصد الجوائز في البطولات الدولية والعربية والمحلية ، وخلال العقدين المنصرمين وعلى الرغم من ذلك التراث الرياضي الوطني العراقي الثر الجميل فهو على حد تعبير جريدة القدس العربي اللندنية الواسعة الأنتشار ... اكثر زملائه تعرضا للعقوبة التي تختلف حدتهـا من مناسبة لأخرى ، واكثر العقوبات حدة تلك التي اعتبر فيهـا هذا الرياضي الفذ من ذوي التبعية الأيرانية فتم تجريده من رتبته العسكرية التي يعود الفضل في منحهـا اياه الى العسكري العراقي طيب الذكر ،، كاظم عبادي ،، ضابط العاب القوة الجوية ،، في العهد الملكي ،، وقد استدعاه من الخارج في حينهـا ومنح له رتبة نائب ضابط في القوة الجوية وادخله كلاعب في فريق القوة الجوية العراقية العتيد وقد حقق له عمو بـابـا النجاح في العديد من البطولات الرياضية .
وهذه بعض الأنتصارات الدولية والعربية والوطنية التي حققهـا هذا الرياضي الكبير للعراق ...
1 ــ عام 1971 حصل عمو بـابـا على بطولة الخليج العربي الخامسة وتوج العراق بطلا للدورة ضمن منافسة شديدة من الفرق الخليجية الصاعدة خصوصا السعودية والكويت .
2 ــ بطولة العالم العسكرية التي جرت في الكويت ، وقد شاركت فيهـا عدد من الدول وفي المقدمة منهـا ايطاليا ، اليونان ، وتركيا .
3 ــ عام 1981 احرز العراق بقيادة المدرب عمو بـابـا بطولة مرديكا الدولية في ماليزيا ودحر فيهـا عدد من الفرق الأفريقية القوية .
4 ــ تمكن عمو بـابـا من احراز اهم نصر رياضي في تاريخ العراق عام 1982 عندما جلب له ذهبية دورة الألعاب الآسيوية في كرة القدم التي جرت في الهند .
5 ــ عام 1984 تم اقصاء ومعاقبة المدرب عمو بـابـا بحجة عدم تاهيل المنتخب للدور الثاني للأدوار النهائية لدورة الألعاب الأولمبية في مدينة لوس انجلوس بامريكا .
6 ــ اعيد عمو بـابـا مرة اخرى لقيادة المنتخب فحصل عام 1984 على لقب بطولة الخليج العربي السابعة التي جرت في مسقط .
7 ــ قاد المنتخب الوطني العراقي بنجاح للتاهل لنهائيات دورة الألعاب الأولمبية في نفس العام 1984 قبل اقصائه مرة اخرى وقد صاحب الفشل الذريع عروض المنتخب ونتائجه المخيبة للآمال في نهائيات كاس العالم عام 1986 ، وكذلك فشله في دورة الألعاب الأسيوية في سيئول ، وقد تمت الأستعانة مرة اخرى بالمدرب عمو بـابـا الذي نجح في قيادة العراق الى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية التي جرت عام 1988 في سيئول كمـا احرز للمرة الثالثة لقب بطولة الخليج العربي ، وبالنظر لتسلق عناصر حاقدة و جاهلة الى اتحاد كرة القدم العراقية جرى في موقف دراماتيكي مثير ابعاد عمو بـابـا هذا العلم الرياضي العراقي بحجة عدم حضوره احدى الدورات التدريبية المحلية التي عقدهـا الأتحاد العراقي لشرح قوانين لعبة كرة القدم .
عندمـا دخل المنتخب الوطني العراقي امتحان التصفيات الآسيوية عام 1993وسقط في اختباره الأول امام كوريا الشمالية ، جرى استدعاء عمو بـابـا على عجل في اللحظة الأخيرة ، وفي تصريح لوكالة الأسيوشيتد بريس قبل المبارات الفاصلة بين العراق واليابان ذكر انه اكثر انسان في العالم قلقا من نتيجة تلك المباراة التي قد تطيح به اذا لم تجري رياحها بما تشتهيه سفن القيادة الرياضية العراقية ، واكد عمو بـابـا بانه قد اعتاد على حالة اقصائه من مهمته كمدرب العراق وقد تجاوزت على حد تعبيره حاجز العشر مرات ، لكنه اضاف ان العراق باجمعه ينتظر نتيجة التصفيات ، وختم عمو بـابـا تصريحه لوكالات الأنباء بقوله ... لقد افنيت حياتي متطوعـا في سبيل تطوير الكرة العراقية ولم يبقى لدي مـا اعطي ..واضاف ..امنيتي الوحيدة هي .. تحقيق الفوز على اليابان والعودة الى ابناء شعبي لأقدم لهم سمات دخول لاعبي العراق الى الأراضي الأمريكية على طبق من فضة ، وبالفعل حقق عمو بـابـا التعادل الصعب المشرف مع اليابان في المباراة الا ان العراق خرج بفارق الأهداف .
ولا يفوتنـا ـ هنـا ان تذكر كيف حقق الفوز بكأس الكؤوس العربية التي جرت في الأردن عندمـا تغلب على لاعبي المنتخب السوري بفارق ضربات الجزاء ، كذلك دوره في تطوير الكرة الخليجية ورفضه المشرف عرض دولة الأمارات العربية المتحدة بمبالغ طائلة لتدريب منتخبها الوطني ، وبعد عودته الى العراق وجد ان عائلته قد استعدت للهجرة الى الخارج للألتحاق باقربائهم هناك ، الا ان عمو بـابـا الذي احب العراق من اعماقه وافنى فيه زهرة شبابه وصار العراق والعراق الرياضي خصوصا حياته فضل البقاء في العراق حتى الممات كمـا اسلفنـا على السفر والهجرة الى الخارج . اذن عمو بـابـا فضل حرائق بغداد والحياة الصعبة جدا فيهـا وهو في صراع مرير مع الحياة بسب امراضه المزمنة وخاصة مرض السكري الذي اثر على نظره وعلى اصابع قدميه وعلى مـا اعتقد ان عددا منها قد تم بتره في عمان في سفرته الأخيرة ، وحينما سالته في احد الأيام لمـاذا لا تلتحق بالأخت ام سامي ،، عقيلته ،، التي تعيش في كندا او بالأخ سامي وشقيقته اللذان يعيشان في فرنسا فقال لي يطيب لي لا بل افضل العيش والموت هنـا بين اهلي وجمهوري على جنة الهجرة المقيتة اللعينة .
ترى هل ان احدا سيتذكر هذا المارد الرياضي الجبار فيقيم له تمثالا كبيرا ينتصب قبالة ملعب الشعب الدولي في بغداد الحبيبة اسوة بزميله جميل عباس الذي ينتصب تمثاله في الجانب الآخر من بغداد امام ملعب الكشافة ، ام انه ستمارس مع هذا التراث الرياضي الثر نفس العادة في نسيان كبارنـا بعد ان يطويهم الموت الزؤوم وان لله في خلقه شؤون .
ابو فرات
مع المحبة والتقدير[/size]