سيدتي ، كل منا لديه خياله ، آماله ، أحلامه وأمنياته، نستطيع أن نوقد بها هذا القلب، أن نجعله يشع ضوء لو وضع في ظلمة الكون لأناره… ولكن إلى متى…؟؟ سؤال نهرب منه بخداع أنفسنا ، نكره التفكير فيه !! نحرم الإجابة عليه ، لأننا نعلم أننا لا نستطيع ، لأننا لا نعلم متى وكيف…؟
سيدتي لو أدمي معصم القلب فلا محالة من نزيفه إلى أبد الدهر ، ولو بدأ في الإحتراق فلابد وأن يأتي يوم لينطفئ إذا لم نحافظ عليه ، فحافظي عليه لأن الريح دوما بلا اتجاه.
أتعلمين سيدتي أن صدق المحب كبذرة يزرعها في أرض محبوبه ، يسقيها أفراحه ، يرويها دموعه ، وإن أطلت الشمس ظللها جفونه ، نعم هذا كلام الخيال أمّا الواقع لا و لا.
حبيبتي القلب المرهف كثير ، ولكن الصادق قليل…!!
كم سهرت ليال أنظر نحو لوحة رسم عليها طفلة صغيرة تركع باتجاه الإله وعينيها تدمع فأتأملها .. تر لم تبك؟؟؟؟؟؟؟ وما زلت أحزن بعين دامعة وقلب باك، لم أجد الإجابة.
كل منا يرسم لوحة لنفسه يتمنى أن يعيش فيها وهنا يأتي الإختلاف. منّا من يرسمها بألوان الربيع ويخدع نفسه ، ثم يظل يبكي أبد الدهر عندما يعيش الحقيقة. سابقا رسمت لوحتي بألوان الحزن ، لأني كنت أؤمن أن الأحزان هي الهواء الذي يتنفسه الجميع ، لأن الإنسان ناي حزين ينفخ في ناي أكثر حزنا .
أمّا الآن بعد أن رأيتك غيرتها وها أنا أعيد رسمها ، فساعديني كي نرسمها سويا بألوان الربيع الصادق ، ونعيش واقع حقيقي.لأن كل منّا تصور دنياه بشكل أو آخر ، فنحن أحد فريقين ، لأننا نشبه أناسا جلسوا في كهف وجعلوا فتحة الكهف وراء ظهورهم ، ثم راحوا ينظرون إلى ظلال الناس في داخل الكهف ، فعالمنا يجئ من فتحة الكهف.. بعضنا ينظر من فتحة الكهف وبعضنا ينظر إلى الظلال التي تجئ من فتحة الكهف.
آسف ، أعود إلى موضوعي ، فأحد عيوبي أنّي أسافر مع القلم كثيرا ، لا أحدد اتجاه فسامحيني..المهم أنّي تعلمت دوما أنه ليس المهم أن نذرف الدموع على أطلال الماضي وانما أن نرسم طريقا نسير فيه أبد الدهر…أصبنا أم أخطأنا. فحذار أن تطفئي لأني سأطفأ معك. وتذكري دوما أنّ اللحظات السيئة في الحياة كعصير مّر ، اشربيه وأكملي ،،،،
لأنه لابد وأن تشرق الشمس على ليل قضيناه بدموع أطفأت الشمعة………….
على هامش الورق
إذا ضاق العمر بأحزاني , أو تاه الدمع بأجفاني
أو صرت وحيدا في نفسي , وغدوت بقايا إنسان
سأعود أداعب أيكتنا , و أعود أردد ألحاني
وأعانق دربا يعرفني , وعليه ستهدأ أحزاني
إهداء
عندما يسافر الخوف في الشرايين، ويصبح أمن النفس أمنية بعيدة، وتنطلق من الأعماق أصوات استغاثة لا يسمعها أحد..فإنها هي وحدها التي تسمعها.. قلعة الأمان التي أحتمي بها من المجهول.إليها ..أعز الناس ، أمس ، اليوم ، والى الأبد.