تكشَّفت الحفريات الجارية لإنشاء مترو الجزائر عن آثار عمرها 1600 سنة على الأقل، ويأمل المختصون أن تقودهم إلى أطلال مرحلة أبعد في التاريخ عمرها نحو 2300 سنة.
وعثر خلال حفريات في حي القصبة على آثار تعود إلى أوائل عهد الاحتلال الفرنسي فوق آثار تعود للعصر العثماني، بنيت بدورها فوق أخرى تعود للعصور الوسطى وصدر الإمبراطورية البيزنطية، ليأتي بعدها ما يأمل المختصون أن يكون أطلالا من العهد البونيقي.
وأوقفت الأعمال المتعلقة بالمترو في هذا الجزء الواقع عند أقصى أطراف القصبة، الحي التاريخي في العاصمة الجزائرية، وهو حي صنفته اليونسكو إرثا إنسانيا في 1992.
وتجري الحفريات -التي يقودها علماء آثار فرنسيون وجزائريون- قريبا من المسجد الكبير الذي يعود إلى القرن الـ12.
وخلال بضعة أسابيع حفرت منطقة مساحتها عشرات الأمتار، وتأكد ما اكتشفته بداية هيئة الثقافة في ولاية الجزائر في 2008.
حي الحرفيين
وتحدث المدير المساعد المكلف بالحفريات كمال ستيتي عن ورشة حدادة بكل أدواتها، تعتبر دليلا على وجود حي كامل للحرفيين من العهد العثماني.
وحسب ستيتي بني الحي العثماني فوق آثار من العصر الوسيط، أحد شواهده قبور وهياكل عظمية كاملة.
وتحت هذه الآثار العثمانية عثر على كنيسة قديمة تعود إلى القرنين الرابع أو الخامس بعد الميلاد، كما يقول فرانسوا سوك مدير منطقة المتوسط في المعهد الوطني الفرنسي للبحث الوقائي في نيم الفرنسية.
ويقول سوك إن قواعد أعمدة الكنيسة ما زالت ظاهرة، تحيط بصحن يبلغ عرضه عشرين مترا وتغطيه الفسيفساء.
ويأمل المختصون الآن أن يعثروا -إن حفروا أعمق قليلا- على آثار تعود إلى العصر البونيقي عندما بنى الفينيقيون موانئ على طول الساحل الجزائري الممتد على مسافة 1200 كليومتر.
وكان أحد هذه الموانئ هو إيكوسيوم المدينة القديمة التي بنيت عليها العاصمة الجزائرية الحالية، ويعتقد علماء الآثار أنها تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وإن أقروا أن معلوماتهم في الموضوع محدودة.
أحد المؤشرات القليلة جرة نقود عثر عليها خلال شق طريق قرب القصبة، احتوت قطعا عليها النقش البونيقي لإيكوسيوم وصورة رجل يعتقد أنه الإله الفينيقي ملكارت
[