[size=18pt]بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سفراء الهداية ... مشروعٌ صفويٌ أمني
برعاية وتنظيم المخابرات الإيرانية
شبكة البصرة
"سفراء الهداية" أو ما يسمي بـ"سفيران هدايت" بالفارسية هي حوزة "علمية" يدرس بها طلاب ينتمون للقناعات المذهبية الفارسية الطائفية الصفوية... يدرسون فيها الشريعة و"الفقه الشيعي" على الطريقة الإيرانية، وهي من نوع التيارالصفوي السائد في الممارسات الفارسية العنصرية، وهذه الحوزة جديدة من نوعها بين الحوزات "العلمية" السابقة، كما يُزعم، لأنها قامت علي أساس أهداف إيرانية بحتة ولكنها مغلفة بإطروحات "فقهية" وسياسات مرتبطة بالتوجهات التي يهدف إلى تحقيقها مجموع الملالي الحاكين في إيران ويسيطرون على نظامها القمعي النصري الطائفي، وربما تختلف ـ نسبياً ـ عمّا کانت عليها المناهج المذهبية التي يجري تدريسها في الحوزات المماثلة خلال الدورات السابقة. إنَّ ما يسمى بهذه الحوزة المسماة "سفراء هداية" تستهدف في ممارساتها ونشاطها إلي تنشيط العمل اليومي والمرحلي بالمشاريع التوسعية الإيرانية على الطريقة الصفوية تحديداً في مختلف أرجاء الوطن العربي، والعالم الإسلامي أيضاً.
وعلى العموم ينبغي القول أنَّ هذا المشروع الذي يتمحور حول إعداد "سفراء الدعاية الفارسية الصفوية" ونشرهم في العديد من البلدان العربية خصوصاً، وفي بقية المناطق العالمية المهمة، ليس مشروعاً جديداً تقوم به المخابرات الإيرانية، بل كان في ذهن القيادات المذهبية الإيرانية منذ بداية ما يـُسمى بالثورة الإسلامية الأيرانية، وبالأحرى حتي قبل قيام ما يسمى بالثورة الإسلامية، إذ کانت هذه الفکرة تجول في رؤوس الشياطين من رؤوس المذهب الطائفي العنصري، ويُخطط لها العديد من "رجال الدين" من قبيل الزعماء السياسيين.
فبعد عامٍ واحد من اِنتصار ما يسمى بالثورة الإسلامية درس هذا المشروع من فبل لجنة متألفة من "أخصائيي رجال الدين" السياسيين والمخابرات ممن يعتبرون: (کوادر وخبراء كانوا يعملون ضمن الهيکل التنظيمي للسافاك: أي جهاز الأمن والإستخبارت قبل قيام الإنقلاب الذي يُسمى بالثور الإسلامية) بأمر وتعليمات مباشرة من قبل قيادة النظام التي تبوأت مقاليد السلطة في طهران، وبعد خمسة أشهر تم تدوّين الخطوط التنظيمية العريضة لهذا المشروع، كما تم رسم برامجه السياسية وكيفية تنفيذ خططها العملية، مثلما جرى الإعداد لأفكار تمويله المالي، وتم دراسة الخطوات اللازمة لشؤونه التنفيذية.
وبعد هذه الدراسة المسبقة وتحديد الأهداف السياسية لهذا المشروع السياسي تم رفع نسخة ملخَصَّة من هذا المشروع وما يتضمنه من مطالب على شكلٍ من رؤوس النقاط المكثفة إلى "القائد" لما يسمى بـ"الثورةالإسلامية" المدعو الخميني وبعض جلاوزته، وکلهم أيدوا هذا المشروع ووقعوا لتنفيذه عاجلاً.
وعلى اثر ذلك قامت المخابرات الإيرانية التي تسمى بالساواما بالبحث عن الطلاب الموثوقين في ما يسمى بالحوزات "العلمية" وجرى اِختيار الكوادر المؤتمنة والمصطفاة من تنظيم ما يسمى بـ"الحرس الثوري" بغية التأسيس الجديد لما يسمى بـ"سفراء هداية" في مناطق "الحسينيات" وأمكنة "المساجد" بهدف إبعاد الشبهة عن قيام هذا المشروع السياسي/الطائفي الجديد. وبعد فترة من الدراسة والتمحيص والمراقبة الدقيقة جرى فرز "السفراء هؤلاء" وتمت تنقيتهم للقيام بالمهمات التي سيكلفون بها في المستقبل، ثم جرى تدريبهم علي کيفية العمل في خارج إيران والإنضواء في جهاز الإستخبارات الإيرانية.
في أعقاب تخرجهم من تلك الدورات التدريبية قسّمت المخابرات الإيرانية "هؤلاء السفراء" وفقاً للائحة الدول المطلوب التواجد فيها، وخاصة العربة منها، وبعثتهم للعمل في سفاراتها في تلك الدول، والملحقون العسکريون في سفارات إيران "وهم في الحقيقة مندوبون لوزارة المخابرات في تلك السفارات الإيرانية". وحسب المشروع المدوّن أي المسومة خططه في طهران، وقاموا بتسريب هؤلاء المبعوثون:سفراء الهداية في صفوف الناس في تلك الدول، وكذلك دسهم في الهيئات الدينية ونشرهم داخل المؤسسات الدراسية/المذهبية، وفي الجوامع والمدارس، التي تـُدرس فيها شؤون الشريعة الإسلامية في تلك الدول المعنية بالإستهداف الإيراني.
لقد اِتخذ العمل والنشاط والتمويل في تلك الدول وفقاً للأولويات التي جرى تحديدها في أروقة المخابرات الإيرانية : الساواما، التي كانت على الشكل التالي :
1 ـ دول الهلال الخصيب من الوطن العربي، وخصواً في العراق وسوريا.
2 ـ باقي دول العالم العربي.
3 ـ مكان تواجد المنتمين للطائفة الشيعية، وعلى وجه الخصوص من أبناء "الشيعة المضطهدين" من قبل حکامهم، كما يتصورون، (في المملكة العربية السعودية، مثلا).
4 ـ الدول الاسلامية الفقيرة (کالأفارقة).
5 ـ الدول التي يتواجد فيها أبناء المذهب السني من أتباع المذهب الشافعي، (لأنهم الاقرب مذهباً للتشيع)، كاليمن.
6 ـ الدول التي يتواجد فيها أبناء الطائفة السنية حتي من غير أتباع المذهب الشافعي.
7 ـ الشعوب التي تشهد مشاكل سياسية وإثنية وتغيب فيها الحياة السياسية السوية، كي يجري التغلغل في صفوفها للإستفادة من تلك المشاكل في تصوير الأمر بعيداً عن الرؤية المذهبية الطائفية.
"المدوّنة الخاصة بالبرنامج والتخطيط لمشروع ما يسمى بـ(سفيران هدايت)" منذ بداية تنفيذه في أوائل ما يسمى بـ(الثورة الإسلامية) وحتي العام 2004 تغير أکثر من 63 مرّة، واليوم أصبح مشروعاً "سياسياً ودعائياً" کبيراً وضخماً،/بالإضافة إلى أنّـه في حوزة القائمين على تنفيذ خطواته العملية: التكتيكية والإستراتيجية، "علم وتجربه مخابراتية طويلة" وخبرات مكتوبة عن المشروع بواقع 32000 صفحة تحت عناوين ضمتها مختلف الکتب، تختص بکل شؤون ذلك المشروع السياسي الذي يستهدف تحقيق المآرب السياسية لإيران التي يتقدمها تفتيت قوى الشعوب العربية أو المسلمة في تلك الدول التي ينشط فيها أولئك "السفراء/الجواسيس".
في العام 1997 اِجتمع مسؤولو المخابرات الإيرانية المعنيون بتنفيذ هذا المشروع السياسي الخبيث بغية دراسة وإجراء بعض التغييرات في برنامج المشروع على ضوء التقارير السنوية المقدمة لهم من الدوائر المختصة في داخل الدولة، خصوصاً من قبل الدوائر الأمنية وأجهزة العمل في الخارج وما يسمى بالحرس الثوري وبعض التقارير الأمنية والسياسية المقدمة من قبل "الحلفاء" المذهبيين والسياسيين، ومما هو جدير بالذکر أن الإنشغال في الخارج وإهمال الداخل عقائدياً ومذهبياً وسياسياً- أظهر علامات أزمة کبيرة في المستقبل القريب. هذه العلامات ظهرت في أقاليم : بلوشستان في إيران - کردستان ـ وفي القطر الأحوازي المحتل الذي هو الأهم والمهم بالنسبة لعمل المخابرات لإيرانية : الساواما.
11 – 8 – 2009
وكالة المحمّرة للأنباء (مونا) ـ س. م
شبكة البصرة
الاربعاء 21 شعبان 1430 / 12 آب 2009
[/size]