الإسلام و الطب
تكاد ان تصاب بصداع نصفي و انت تسمع من المسلمين اليوم عن اكتشافاتهم الطبية و كيف كان الطب متطور جدا في العصر الذهبي للإسلام ابان الدولة العباسية لدرجة ان الأوروبيون كانوا يتعالجون في بغداد كما يفعل المسلمون اليوم في بادن بادن. مرة أخرى، نعم و لا. الدولة العباسية كانت تمثل العصر الذهبي للعرب و لكن ليس بسبب الإسلام بل بسبب الإبتعاد عن الإسلام. كل ما وجد من الإسلام آنذاك هو اسمه اما من ناحية الممارسة فلم يوجد اسلام. فكانت الخمارات تملأ شوارع بغداد و ازقتها و الخليفة سكران طينة بين جواريه يوميا. و بالمقابل سمح للزنادقة من آسيا الوسطى بترجمة اعمال فلاسفة اليونان الكفرة و ان يدرسوا البدن بعيدا عن خزعبلات جناح الذبابة و بول البعير. بإختصار، الخليفة العباسي الزنديق سمح لعقول البشر ان تعمل فكانت النتيجة الإزدهار الفكري و العلمي و الإسلام ليس له علاقه بالموضوع. اكرر، سبب الإزدهار هو غياب الإسلام مؤقتا فإنطلق العقل، هذه نقطة.
الأمر الثاني بالنسبة للطب في الدولة العباسية هو هوية من اشتغل بالطب. هناك حقيقة يتغافلها من يروج لفكرة الحضارة الإسلامية بقصد تضليل العالم و خداعهم و هي ان من كان يمارس الطب آنذاك هم مسلمون عرب و هذا كذب. من كان يمارس الطب جلهم مسيحيون اشوريون من كنيسة الشرق حتى و ان تم اسلمة بعضهم ظاهريا بسبب سياسة الإبتزاز المافيوي المسمى جزية. بذمتكم اي اله هذا الذي يبتز خلقه هكذا؟ اله يجبر الناس ان يؤمنوا به و إلا يأخذ منهم نقود؟ هذا آل كابون و ليس الله. بالمناسبة، نفس الظاهرة موجودة اليوم في مصر حيث يضطر القبطي ان يعلن اسلامه لكي يتمكن من تزوج حبيبته المسلمة و بعضهم يندم على فعلته لاحقا و يعلن ردته مما خلق بلبله بين الأزهر و المحاكم المصرية. الم اقل لكم انه دين كالطاعون لا يجلب سوى الأذى و الخراب و المشاكل لأي ارض يحط بها؟
أسلمة العلماء عنوة
يتباهى المسلمون بالرازي (فارسي) و ابي سينا (فارسي) و البيروني (فارسي) و أبو حامد الغزالي (فارسي) و الفارابي (ما هو الآن كازاخستان) و الخوارزمي (ما هو الآن اوزبكستان) و كأن هؤلاء ابناء عم الرسول او انهم ينحدرون من قريش او انهم احفاد الرعيل الأول من المسلمين. اسمحولي ان اكرر نفسي. المسلمون عندما يدخلون ارض غازين يقومون بامرين،الأول: تدمير كل ما يمت بصله للثقافة الأصلية و لا يمكن الإستفاده منه كغنيمة و الثاني: اسلمة ما يمكن تغييره و الإستفادة منه و هذا يسري على البشر فيتحول جاكوب عطاريان الأرمني الى يعقوب ابن ابي عطار البغدادي و هلم جرى. و لنقل جاكوب هذا كان يعمل بالطب ابا عن جد قبل قدوم المسلمين و عندما حلوا هؤلاء تحول غصبا عنه الى يعقوب ابن ابي عطار الطبيب المسلم ابا عن جد. معي بالصورة؟ هذا ما حدث لأمثال الرازي و ابي سينا فتم خطفهم و مهنتهم و نسبوا الى الإسلام زورا. الا تستغربون ان و لا واحد من علماء المسلمين اصله عربي؟ و لا حتى ما يسمى علماء الدين مثل البخاري (اوزبكستان) و الألباني (اعتقد واضح من اين اختطف). المسلمون خطفوا حضارت كانت قائمة اصلا و صبغوا ما طاب لهم منها بلون اسلامي و الباقي دمر. بإختصار هؤلاء العلماء لم يبرزوا بسبب الإسلام فهم كانوا هكذا قبل الإسلام بحبهم للقرأءة و التفكير المستمد من ثقافتهم الأم الهندوفارسية. كل ما فعله الخليفة هو انه امتنع عن مضايقتهم او ربما كافئهم و سهل امورهم متى ما قالوا شعرا حسنا فيه.
خلاصة القول
من يريد الأثار الحقيقية لما يسمى كذبا الحضارة الإسلامية فهي موجوده في مكان واحد فقط. هذا المكان اسمه القرآن. القرآن هو الحضارة الإسلامية و الحضارة الإسلامية هي القرآن و لا شيء سواه. كل شيء خارج القرآن هو طارئ و يعود غالبا الى حضارات اخرى كانت قائمة قبل ان يستولي المسلمون على اراضيها و تخريب ما فيها و محو هوية السكان الأصليين. الآن، اذا كنت انسان بكامل قواك العقلية و تنظر للقرآن بدون تقديس و انه مجرد سجع يجتر قصص الأولين من يهود و مسيحيين في نصفه الأول و يأمر بالدعاء عليهم و قتلهم و سحلهم في نصفه الثاني و ما تبقى فهو مدح و تعظيم لشخص محمد. أقول اذا كنت من هذا النوع من البشر هل تستطيع ان تنظرني بالعين و تقول كلمتي "حضارة اسلامية" دون ان تضحك؟
نوافكو
شبكة ساحة الارادة