ابو ذو الفقارـ مواطن من النجف في العراق Wednesday 26-03 -2008
ابتداء و لكي لا يتهمني من لا يريدون قول الحق ، ومن لايريدون ان يطلع الشعب العراق والعالم عن حجم جرائمهم التي ارتكبوها بحق العراق والعراقيين.
اقول اني لم امتهن السياسه في حياتي، ولم اكن يوما ما محسوب على حزب اوجهه بل ،انا عراقي مسلم على المذهب الشيعي العربي، و احب وطني وشعبي وأمتي، واقول ما رأته عيني ، اذن انا لا بعثي صدامي، ولا ارهابي ولا تكفيري، ولا وهابي، وانا قريب من مسرح الاحداث، فمسكني كان يقع في محلة المشراق القريبه من مرقد الامام علي (ع).
ولو كانت المحكمه التي تحاكم المسؤلين في النظام السابق الآن انعقدت في اي دوله من دول العالم لحضرت للادلاء بشهادتي ، والساكت عن الحق شيطان اخرس، ولذهب الكثيرين ممن شاهدوا تلك الاحداث ...
واقول ايضا و للتاريخ وانصافا لاهالي النجف العرب الشرفاء بأنهم عرفوا الجهه التي حركت الفوضى واشرفت على تنفيذها ، فقرروا الإنسحاب والعودة الاى بيوتهم منذ اليوم لأول لشرارة الأحداث ، وللعلم أن معظم الذين شاركوا بها من هؤلاء هي ردة فعل فورية وللشعور بالإهانة عندما شاهدوا الجيش العراقي المنسحب من الكويت والجنوب والذي خدعته أميركا ومن معها، والشرفاء الباقون فهم كانوا يقفون على التل يشاهدون ما يحدث .
فهي ليست انتفاضة الشيعه بل هي جريمه نفذها القادمين من خلف الحدود ومن خلال إستغلال العاطفة الوطنية، و بمشاركه ودعم وايواء من قبل المستوطنيين الفرس الذين حملوا الجنسيه العراقيه زورا وبهتانا ، وهم ال الحكيم، وبحر العلوم، وبيت الكفنويز، وبيت الخرسان، وبيت الطريحي، وبيت الخوئي، وبيت النقشواني، وبيت اللبان، وبيت السبزواري، وبيت الاديب، والقائمه طويله.,
اما من حملوا القاب العشائر فهم ايضا من اصول ايرانيه وتكاتبوا مع العشائر العراقيه المعروفه في النجف مثل ( البو عامر، وخفاجه، والخوالد والعبوده، والبو كلل، والشوافع) والعرق دساس.
اعود لشهادتي:
فقبل فتره من اندلاع الغوغاء كانت تدخل الى النجف سيارات ايرانيه تحمل طحين وصناديق دواء ، وكانت لوحاتها ( سخت إيران) وتوقف قرب الاحياء القديمه في مركز المدينه، وتفرغ حمولاتها، وقد شاهدت بام عيني كيف يستخرج السلاح من اكياس الطحين والقنابل اليدويه، واستمر هذا الحال الى يوم اندلاع اعمال الشغب ، التمرد أو الإنتفاضة وهذا ما يحلو للبعض تسميتها، وكانت بيوت المستوطنين الفرس في المحلات القديمه مأوى لعناصر حرس الثوره وفيلق بدر وقسم منهم توزعوا في الاحياء السكنيه
يوم 2/3/ 1991 خرجت عناصر من جهة محلة العماره، والحويش، والمشراق، وفتحت النار على الشرطه المتواجدين قرب مرقد الامام علي وحصلت الاشتباكات وحضرت العناصر الحزبيه والاجهزه الامنيه واستمر القتال الى اليوم الثاني ، انسحب المدافعين من الساحه التي قرب الامام حيث بدأت العناصر الايرانيه تطلق النار من سطح المرقد ودارت الاشتباكات قرب مديرية شرطة النجف وقتل مدير الشرطه هارون ومعاونه الكردي سردار، حيث كانوا يقاتلون مع الشرطه دفاعا عن المديريه ، وقتل ايضا احد الحزبيين وهو من اهالي النجف ومن عائله نجفيه معروفه ويدعى ( نجم جريو) حيث كان يقاتل قرب مديرية الشرطه
كنا نرى تدفق الايرانيين في اليوم الثاني الى مدينة النجف باعداد هائله وفي اليوم الثاني كان القتال يدور في المقرات الحزبيه ومديرية الامن والمخابرات و بعدها سقطت المدينه ...
ثم توزعت المجاميع الايرانيه فمنهم من قاد المجاميع التي اخرجوها من السجون وهم من المجرمين والسراق، فنهبوا مخازن الغذاء والدواء الكائنه في الحي الصناعي بامر السيد من هو ( السيد) لا احد يعرفه!!!.
وقسم اخر اتجهوا لحرق دوائر الجنسيه والتسجيل العقاري وحرق المدارس والمستشفيات والمحكمة ودائرة القاصرين ، ثم بدات حملة التصفيات الجسديه من خلال مداهمة الدور وقتل من فيها على الهويه السياسيه والوظيفيه حتى طالت فراش المدرسه وبصوره بشعه جدا، فهم يقومون باخراج الضحيه الى الشارع ويضعون اطارات السيارات القديمه في عنقه وسكبون مادة البانزين عليها ويحرقونه في الشارع ، واغتصبوا النساء، وبقروا بطون النساء لانها من عوائل البعثيين والاجهزة الحكوميه
اما ماحدث في مرقد الامام علي عليه السلام، فلا يمكن ان يرتكبه حتى اعتى المجرمين في العالم، واوصف لكم الحاله التي شاهدتها بعيني كان المجرمين من الايرانيين والمستوطنيين يقفون صفين من باب مرقد الامام علي (ع) الرئيسيه المقابله للسوق الكبير الى الغرفه التي يجلس فيها مجيد الخوئي وزمر الحكيم ( غرفة إستقبال الشخصيات الكبرى والتي حولوها لغرفة حركات) وبيدهم السكاكين والخناجر والقامات والدرنفيسات وعندما يأتون ببعثي او موظف او شرطي ضابط يصلون على( محمد) وتنهال عليه الخناجر والقامات الى ان يصل الى باب الغرفه التي يجلس فيها مجيد الخوئي.
** صورة أحد المجرمين أبان أحداث أذار عام 1991، والمنتسب للحرس الثوري في أوربا حاليا وهو الكويتب أحمد مهدي الياسري / المانيا ـ كيل / حاليا**
فاذا كان لازال حيا يصدر امر باعدامه ويطلق عليه الرصاص داخل الصحن العلوي، وقد شاهدت كيف قامو بقطع ايدي مدير تربية محافظة النجف وهو عضوشعبه بالحزب ( يونس الشمري) عندما طلبوا منه امام الحشد الهائل من المتفرجين ان يسب صدام حسين، فقال لهم باعلى صوته قندرته تشرفكم، وانهالو عليه بالقامات ثم اطلقو عليه الرصاص داخل ساحة المرقد، وهو يحتضر حملوه الى خارج الباب الذي بإتجاه بحر النجف فجاء المجرم ( أحمد مهدي الياسري) والذي يكتب الآن في مواقع الإحتلال بصفة ( كويتب) فطعنه بخنجر في قلبه وحمل مع أصدقاء له حجرة كبيرة وقذفوها على رأسه فتحول الى قطعة مفروشه ثم أدخلوا الدرنفيسات في رقبته علما أن هذا المجرم كان وكيلا للأمن هو ووالدته وأخواته، وكان يكتب التقارير الى ضابط الأمن قحطان السامرائي، وضابط المخابرات عمر التكريتي، وهو نفسه الذي قتل مفوض الشرطة ( من أهالي الشامية ويسكن النجف) نوري فرهود وشده الى عربة يجرها الحمار ودار بها في الشوارع والأزقة وكانت الجثة مشدودة من القدم بحبال الى العربة التي يجرها الحمار ، ولقد هرب هذا المجرم ويعيش الآن في مدينة كيل في ألمانيا حسب ما عرفت من أهله، كيف يعطون المجرمين اللجوء فهذا أمر لا نعرفه وواجب الشرفاء تقديم الدعوة ضده وضد المجرمين.
بعدها جاءؤا بالشاعر الشعبي فلاح عسكر وصاح احدهم بالسماعه هذا شاعر القادسيه ، وامام الجميع اضهرو لسانه وقصه بالخنجر وهو المجرم ( مسلم الحسيني) واصبحنا غير قادرين ان ندخل الى داخل باحة المرقد من كثر برك الدماء .
فكانت تاتي سيارة الحريق ويغسلون الصحن ويتهيأوا لليوم الثاني، وكانت الجثث ترمى في الشوارع لتصبح طعما للكلاب السائبه ، مما جعل من بعض وجهاء المدينه ان يذهبوا الى المرجع الديني السابق ابو القاسم الخوئي ويطلبوا منه اصدار فتوى بتحريم بقاء جثث المسلمين في الشوارع طعما للكلاب، واصدر فتوى ولكن ال الحكيم قالوا من يدفن الكفره سنطلق عليه النار، وتحدى بعض الشرفاء من اهالي النجف وقاموا بدفنهم جماعيا خلف مقبرة النجف، وبجوار أرضفة الشوارع.
اما ما جرى في مدرسة الحكيم الدينيه الواقعه قرب بيتي، والتي استخدمت كمعتقل لالاف الناس من اطباء ومهندسين وشعراء وفنانين وكسبه وبعثيين فقد كنت اسمع يوميا وعلى مدى سبعة ايام اطلاق نار الكثيف، ولم اعرف ما يحدث داخل المدرسه لان حراسها من الايرانيين ولا يتكلمون العربيه.
ولكن عرفت تفاصيل ما كان يجري من احد الاسرى الناجين من المعتقل الذي دخل على بيتي وقال احمني واعطني شربة ماء، فادخلته في بيتي ،وكان طبيب بيطري لا اعرف بعد ما حل به ، وقد سرد لي قصص اغرب من الخيال يقول:
كنا بحدود 400 معتقل داخل مدرسة الحكيم الدينيه، وكانوا يعطون المعتقلين فردة تمر وشربة ماء في اليوم ، وقد وزعونا على شكل وجبات كل وجبه تتكون من عشرة اشخاص ينادون عليهم بالاسماء ويتركونهم في غرفه كبيره، ونسمع بعد ذلك اصوات الاطلاقات الناريه.
وهكذا في اليوم الثاني وكنا ننتظر دورنا وهو موقف لايتمحله بشر والقول للناجي من الموت ويقول بقيت وجبتان اي عشرين شخص من مجموع الاربعمائة انسان .
وفي احد الليالي سقطت قذيفة مدفع داخل باحة المدرسه فاحدثت دويا هائلا وساد المكان صمت رهيب وكنا يوميا نسمع قهقهاتهم واصواتهم وبعد سقوط القذيفه لم نسمع صوتا ،وبعد مرور ساعه قررنا ان يتبرع احد من الباقين بالخروج الى الساحه لمعرفة ما جرى، وقد تبرع احد الاشخاص وهو مفوض من اهالي ناحية الحيرة ، ولما خرج لم يجد احد منهم وعاد الينا مذهولا ومرتبكا وعندما استفسرنا منه قال اخرجوا معي ولما خرجنا الى ساحة المدرسه قادنا الى غرفة الاعدام ووجدنا اخواننا من الوجبه التي نفذوا بهم حكم الاعدام عصرا لم يرموا جثثهم في الشارع وتركوهم علىى شكل تل من الجماجم والأجساد واللحوم.
ولكن المنظر الذي شاهدناه منظر مرعب حيث شاهدنا وسط الجثث شخص جالس ويدير رأسه يمينا وشمالا دون ان يتكلم ، ودخلنا الى الغرفه واخرجناه من بين الجثث الى الخارج ووجدنا ان الرصاصات اصابته في بطنه وبقي حيا، ولم يكن لدينا ما نسعفه، فقط قمنا بلف جرحه بواسطة كوفية (يشماغ )احد المعتقلين وتركناه في الساحه وخرجنا وكل واحد ذهب الى جهة .
ولما شاهدت القوات العراقيه تتقدم من جهة شارع الطوسي ( شارع توديع الجنائز قبيل دفنها) خشيت ان اعتقل او اقتل لانهم لا يعرفون بما جرى لنا او نحن كنا معتقلين في المدرسه، ولذلك اويت الى دارك ولعل عند دخول الجيش الى المدرسه ينقذون حياة ذلك الرجل هذا ما نقله لي احد الناجين وعرفت فيما بعد سبب اطلاق الرصاص يوميا في داخل المدرسه.
هذه هي جرائم الفرس والمستوطنيين الذين يسمونها (بالانتفاضه الشعبانيه) وهي شهاده للتاريخ لان من يحاكمونهم اليوم كانوا يدافعون عن شرف العراقيين والعراقيات .
اما القتلى من حرس خميني ومن المعممين الذين شاركو في القتل والاعدامات فقد كانت جثثهم مرميه في شارع الطوسي وشارع الرسول وساحة ثورة العشرين اما بقية المجرمين فقد هربو باتجاه السعوديه، وهم اليوم يتحكمون بشرفاء النجف انا لله وانا اليه راجعون ...