18/08/2009 22:51:00 الدار العراقية
يثيرُ انتشار ظاهرة ختان الفتيات في شمال العراق الكثير من الانتقادات من قبل المنظمات المدافعة عن حقوق النساء والمؤسسات الحكومية التي تعتبرها انتهاكا لا يمكن غض الطرف عنه.وكشفت دراست حديثة أجرتها منظمات أجنبية في 190 قرية ومدينة في شمال العراق أن نسبة تتراوح من 70-95 في المائة من النساء تعرض للختان.ورغم أن الظاهرة تغذيها معتقدات اجتماعية، إلا أنها تمارس في السر. وتنفذها قابلات العملية بمبالغ زهيدة لا تتجاوز دولارين.وتؤكد ناشطات أن وجود ظاهرة الختان، بصرف النظر عن حجمها، يثير الكثير من المخاوف نظرا لآثارها النفسية والاجتماعية المتفاقمة.وتقول إحداهن إن الدقائق القليلة التي تستغرقها العملية، تتبعها معاناة تستمر مع الفتاة طوال حياتها.وتشير طبيبة إلى أن العملية تجعل من الصعب على الفتاة ممارسة علاقة زوجية طبيعية لأن الجنس يرتبط في ذاكرتها بالعنف والألم. من جانبها شكلت نبيلة برزاني لجنة لمنع ختان الاناث في شمال العراق
نبيلة وهي ابنة مسعود برزاني وزوجة نجيرفان برزاني قالت ان تعرضها وهي طفلة لعملية ختان ليس هو السبب في تشكيل هذه اللجنة بل لمنع هذه الظاهرة غير الحضارية والمنتشرة في شمال العراق بشكل واسع
الختان... كابوس الفتاة الكرديّة!
قفزت شيلان أنور عمر، فتاة كردية خجولة في السابعة من عمرها، فرحاً وهي متوجّهة إلى منزل الجيران والابتسامة تعلو ثغرها. فهي تنتظر بشوق الحفلة التي وعدتها بها أمها.
سارعت امرأة من السكان المحليين إلى إغلاق باب أحمر صدئ وراء شيلان، التي بدت حائرة عندما أمرتها أمها بخلع ملابسها الداخلية. بدأت الفتاة تبكي ثم راحت ترتجف، فيما باعدت النساء رجليها ورفعت قابلة موسىً في الهواء. وقالت: «باسم الله!».عندما اقتطعت القابلة أجزاءً من أعضاء شيلان التناسلية، أطلقت الفتاة الصغيرة صرخة مدوية سُمعت في مختلف أرجاء الحي. ابتسمت الوالدة بفخر وهي تحمل طفلتها الباكية وتعود أدراجها إلى البيت.
توضح عيشة حميد، والدة شيلان: «الختان عادة يمارسها الاكراد منذ القدم». وتضيف ربة المنزل هذه التي تعيش في بلدة مختلطة تقع شمال بغداد على بعد نحو 160 كيلومتراً: لا نعلم ما الهدف منها، لكننا لن نتخلى عنها لأن الإسلام وكبار قومنا يفرضونها
تشويه
المناطق الكردية هي الجزء الوحيد من العراق الذي تُمارس فيه عادة ختان الإناث. وهي أحد الأماكن القليلة حول العالم التي تنتشر فيها هذه العادة. فنحو 60% من النساء في المناطق الكردية في شمال العراق مختون، وفق ما ذكرته دراسة أجريت العام الفائت. وفي منطقة واحدة على الأقل من الأراضي الكردية، خضعت 95% من النساء لهذه التجربة التي تصفها مجموعات حقوق الإنسان بتشويه الأعضاء التناسلية.
ويشير المدافعون عن حقوق المرأة إلى ارتفاع نسبة جرائم الشرف وانتحار النساء بحرق نفسهن في شمال العراق العام الفائت، معتبرين هذه الوقائع دليلاً إضافياً على أن المرأة في هذه المنطقة لا تزال تواجه عقبات كبيرة، على رغم الجهود الرامية إلى زيادة الوعي العام بشأن الختان والعنف ضد المرأة.
[