يوميات جمعة اللآمي : المالكي والمالكي والمالكي
27/06/2009
"عندما تظهر الغيوم يرتدي الحكماء معاطفهم" ("شكسبير)"
المالكي الأول، هو جواد المالكي، الذي عرفه المعارضون الإسلاميون والوطنيون، بين إيران وسوريا، في مكتب صغير لحزب الدعوة العراقي، قبل سقوط نظام صدام حسين.
والمالكي الثاني، هو نوري المالكي، رئيس وزراء العراق، الذي يريد جمع ثلاث رمانات في كف واحدة، وبذلك يريد تكذيب الأغنية العراقية الشهيرة التي تقول: “رُمّانتين بفَدْ إيْد ما تِنْلِزمْ”.
أما المالكي الثالث، فهو “أبو إسراء” ابن ذلك القضاء المعروف للعراقيين، وكان ذات يوم محطة ليهود العراق، وهو “طُوَيْريج”.
بلغة أهل المسرح، وأنا اخترت مقولة شكسبير كمقدمة لحديث اليوم متعمداً، فإن ثمة مالكياً واحداً، لكنه يرتدي ثلاثة أقنعة، لكل مناسبة، ولكل مكان أيضاً، وليس ثلاثة معاطف فقط.
ربما أن جواد، نوري، أبا إسراء، المالكي... يعرف الآن الماريشال الفرنسي فيليب بيتان، البطل القومي لفرنسا أثناء الحرب العالمية الأولى، والعميل أو الخائن الذي تعاون مع النازيين، ثم أعدم بعدما دخل يجول والمقاومة الفرنسية، باريس محررين.
أقول، إن الرجل ذا الأقنعة الثلاثة، أو المعاطف الثلاثة يعرف حكاية الجنرال بيتان، لأن أحد مستشاريه، إعلامي نشط، وقارئ جيد. وربما كان هذا المستشار وراء قرار المالكي، وقد ارتدى أحد تلك الأقنعة، بسحب دعوى قضائية ضد الصحافي إياد الزاملي ناشر موقع “كتابات” الذي كانت تلك الدعوى هدية كبيرة له.
ربما يكون ذلك القناع، هو وجه “أبي إسراء”. والعراقيون يفتخرون بكناهم. وربما أيضاً تكفي كلمة واحدة مع أي منهم، عندما تناديه: “يا أبوجاسم”، لتكون مسألة معقدة قد حُلّت.
لكنّ “المسألة العراقية” بعد احتلال بغداد، صارت أكثر من أي مسألة معقدة، بحيث إن عديد الجيش الأمريكي وخبراءه، و”العملية السياسية” ورجالاتها، لم يقدموا حلاً وطنياً لها، مع أن هذا الحل ليس لغزاً.
في 30 يونيو/ حزيران الجاري، سيتم إعلان انسحاب القوات الأمريكية، من بغداد وبقية المدن العراقية “لتتموضع في أمكنة خلفية”.
ومن اللافت أن 30 يونيو/ حزيران، هو الذكرى السنوية لثورة العشرين، التي انطلقت من النجف الأشرف سنة ،1920 بعدما هيأت له قبيلة “بني لام” مقدمة تليق بالعراق، سنة 1919 عندما هزمت القوات البريطانية في منطقة “البسيتين” الجنوبية.
فمن هو الذي سيعلن انسحاب القوات الأمريكية؟
ومن هو الذي سيتذكر ذكرى ثورة العشرين المجيدة؟
نوري المالكي، أم جواد المالكي، أم أبو إسراء؟
جمعة اللآمي