اليونسكو تحتفل بإطلاق المكتبة الرقمية العالمية
أكبر مخزون ثقافي مجاني عرفه التاريخ
http://www.wdl.org/ar الجيران ـ باريس ـ اليونسكو ـ من الآن فصاعداً، سيصبح في وسع أي شخص، بكبسة زر على موقع
www.wdl.org، أن يطلع على أندر وأقدم المخطوطات العالمية، وعلى أي كتاب موجود في كبرى مكتبات الدول، مع إطلاق «المكتبة الرقمية العالمية» المجانية أمس، بالتعاون بين 32 مكتبة كبرى ومؤسسة تربوية من مختلف أرجاء العالم.
تم الاحتفال بإطلاق المشروع، بعد ثلاثة أعوام من العمل، في حفل أقيم في المقر الباريسي لمنظمة «اليونيسكو» للتربية والتعليم والثقافة التابعة للأمم المتحدة، التي تبنت المشروع وأدارته، بجهود رئيسية من مكتبة الكونغرس الأميركية ومساعدة تقنية من مكتبة الإسكندرية. ووصف المدير العام لـ»اليونيسكو» كويشيرو ماتسورا المشروع بأنه «مبادرة عظيمة من شأنها المساعدة على سدّ الفجوة المعرفية، وتعزيز التفاهم المشترك بين الشعوب، وتقوية التنوع الثقافي واللغوي».
وبإطلاق المكتبة الرقمية العالمية المجانية، ستتحقق رؤية صاحب الفكرة، مدير مكتبة الكونغرس جيمس بيلينغتون، المتمثلة بتأمين وصول المعرفة وإرث البشرية الثقافي إلى جميع الناس بشكل متساوٍ. وقال بيلينغتون، أستاذ التاريخ السابق في جامعة هارفرد، إن «المكتبة الرقمية العالمية مفتوحة أمام الجميع ومن دون استثناء ومجاناً وهي ليست نادياً خاصاً». أضاف الرجل السبعيني أن إطلاق المكتبة يشكل «سبيلاً لتحفيز الناس على التفكير في تفاعل الثقافات، وتعزيز التفاهم الإنساني والدولي، والرغبة بالاطلاع على المنجزات الثقافية على الصعيد الإنساني».
وروى بيلينغتون، وهو خبير في شؤون روسيا وصاحب مؤلفات عديدة، أنه استغل فرصة عودة الولايات المتحدة إلى منظمة اليونيسكو عام 2003 بعد غياب دام 20 سنة، ليروّج لحلمه بإنشاء مكتبة رقمية عالمية تشارك في بنائها جميع الدول الأعضاء في اليونسكو. ويترافق إطلاق المكتبة «الرقمية العالمية» مع حملة تعبئة تهدف إلى ضم 60 دولة شريكة بنهاية عام 2009.
وأوضح رئيس مكتبة الكونغرس أن تمويل هذا المشروع جاء من الهبات السخية التي قدمتها دول عديدة ومؤسسات شريكة للمكتبة، وبتعاون مع المكتبة الرقمية الأوروبية وغيرها من المكتبات والدول والثقافات الأخرى في إطار من التنوع والتكامل، لا التنافس. وشدد على أن مكتبة الكونغرس لا تعتبر نفسها المحرك الوحيد لهذه المكتبة الرقمية العالمية.
ماذا في المكتبة؟
تعمل المكتبة الرقمية العالمية باللغات السبع لليونيسكو، الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والعربية والبرتغالية والصينية، وتشتمل على مواد بأكثر من 40 لغة. وهي تضم بيانات هائلة من المعلومات والكتب، فضلاً عن مخطوطات صينية قديمة وأخرى عربية وإسلامية ووثائق تاريخية من أميركا وأوروبا، ومصنفات في الخط الجميل عربية وفارسية وتركية، من مجموعات مكتبة الكونغرس، ومحفوظات وخرائط وكتب نادرة وأفلام وتسجيلات صوتية ومطبوعات وصور... كلها بالمجان.
وتم ترقيم عشرات الآلاف من الصور وصفحات المعلومات والكتب والوثائق السمعية الآتية من مكتبات ومحفوظات من جميع أرجاء العالم، وترجمت إلى لغات المكتبة الجديدة، فضلاً عن عشرات الملايين من البيانات المرقمة أصلاً في مكتبات رائدة وفي طليعتها مكتبة الكونغرس. ويوضح بيلينغتون أن «ترقيم مكتبتنا الوطنية جعلنا ندرك أن هذه التكنولوجيا الجديدة هي وسيلة رائعة لجمع قطع ثقافية ووثائق تاريخية نادرة لا تتوافر في غالب الأحيان إلا نسخة واحدة عنها لجعلها في متناول الجميع».
وثمة «كنوز فعلية»، بحسب بيلينغتون، بين الوثائق التي يمكن الاطلاع عليها: «رواية جينجي» اليابانية التي تعود إلى القرن الحادي عشر وتعتبر أقدم الروايات المحفوظة في العالم. وتتضمن المكتبة كذلك أول خريطة تشير إلى القارة الأميركية ويعود تاريخها إلى عام 1507، وأقدم وثيقة هي عبارة عن لوحة عثر عليها في جنوب أفريقيا، ويعود تاريخها إلى ثمانية آلاف سنة وتصوّر ظبيات مضرجة بالدماء.
وتضم المؤسسات التي أسهمت بتقديم المحتوى والخبرة في المكتبة الرقمية العالمية مكتبات وطنية ومؤسسات ثقافية وتعليمية في كل من: البرازيل ومصر والصين وفرنسا والعراق وإسرائيل واليابان ومالي والمكسيك والمغرب وهولندا وقطر وروسيا والمملكة العربية السعودية وصربيا وسلوفاكيا والسويد وأوغندا والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، فضلاً عن الولايات المتحدة.
وستتصدر «المكتبة الرقمية العالمية» المجانية هذه قائمة من المكتبات الرقمية الكبيرة، وعلى رأسها «غوغل بوك سيرتش» و«اوربيانا»، اللتان تسمحان للقراء بالاطلاع على ملايين الكتب عبر الانترنت، ويزورهما عشرات الملايين شهرياً