[size=16pt]شركة أمريكية تكافئ كل من يقتل عراقيا!
داوود الفرحان : : 2009-08-20 - 16:18:57
شركة أمريكية تكافئ كل من يقتل عراقيا! / داوود الفرحان
ما ذكره مراسل صحيفة' الأهرام' في واشنطن قبل أيام حول شركة' بلاك ووتر' الأمريكية للأمن الخاص يستحق التوقف, ليس لأنه خطير فحسب, بل لأن جرائم هذه الشركة تندرج تحت طائلة جرائم الحرب الدولية والمنظمات الإرهابية.
فقد كشف شاهدان من العاملين السابقين في شركة' بلاك ووتر' في العراق أن الشركة شجعت وكافأت كل من يقتل عراقيا وتعاملت مع العراقيين بازدراء واستخدمت ألفاظا عنصرية تحط من قدرهم. وقال شاهدان خلال محاكمة مؤسس الشركة إريك برينس في ولاية فرجينيا الأمريكية عن جرائم ارتكبتها الشركة في العراق بأوامر منه:' إن مسئولي الشركة كانوا يعلنون أمام الجميع أنهم ذاهبون إلي العراق لقتل العراقيين, معتبرين ذلك شكلا من أشكال الترفيه'. وأكدا أن رئيس الشركة كان حريصا علي تعيين أشخاص ينتهجون نفس افكاره للعمل في العراق حيث يؤمنون بتفوق المسيحية وينتهزون كل فرصة ممكنة لقتل المدنيين العراقيين.
كما كشف الشاهدان أن الشركة قامت بتهريب أسلحة إلي العراق بصورة غير قانونية عبر الطائرات الخاصة وبينها طائرة مؤسس الشركة حيث كانت الأسلحة المهربة توضع في صناديق طعام الكلاب البوليسية. وذكرا أن الشركة كانت تستخدم قذائف ومتفجرات محظورة دوليا لتحقيق أكبر قدر ممكن من الدمار بين العراقيين.
وأكثر من ذلك فإن العاملين في الشركة كانوا يتفاخرون بإراقة دماء المدنيين العراقيين. وذكرت مجلة' نيشن' الأمريكية أن فريق الدفاع عن' بلاك ووتر' طلب من المحكمة رفض القضية التي رفعها بعض ذوي الضحايا من العراقيين الذين اتهموا الشركة بارتكاب جرائم حرب. وأكد المحامون أن الشركة تعمل بإخلاص لخدمة وزارة الخارجية الأمريكية.
طبعا سيقال أكثر من ذلك خلال جلسات المحكمة المقبلة, وسيتم تسليط الأضواء علي واحدة من أقذر الشركات في العالم وأكثرها دموية والتي كانت تتولي بالإضافة إلي حماية المسئولين الأمريكيين حماية أعضاء مجلس الحكم العراقي سييء الصيت, وبعض السياسيين العراقيين الذين جاءوا مع دبابات المحتلين.
ومن المؤسف أن حكومة المنطقة الخضراء في بغداد تلتزم الخرس المطبق عند الحديث عن جرائم' بلاك ووتر' ولم تفكر برفع أي قضية ضدها عن أرواح العراقيين الأبرياء التي أزهقت تحت سمع وبصر تلك الحكومة ليس لأنها تخشي زعل الإدارة الأمريكية ولكن لأن الدم العراقي لا قيمة له عند حكومة الفساد الطائفية التي تحاول خداع الشعب العراقي مرة أخري بمنجزات الأشهر الأخيرة من حكمها ووعودها ومزاعمها لدفع الناس إلي انتخابها وهي مستعدة للتحالف مع الشيطان لتفوز بولاية ثانية في استلام السلطة.
ويذكر أن عدد الشركات الأمنية الخاصة المتعاقدة مع قوات الاحتلال الأمريكي في العراق بلغ310 شركات من جميع إنحاء العالم. وتتولي هذه الشركات حماية المسئولين العراقيين والأمريكيين والدوليين والمنشآت الحساسة ومواكب المسئولين وبعض الكيانات السياسية والهيئات الدولية. والعجيب أن هناك عشرات الشركات الأمنية الخاصة أتت إلي العراق من أماكن بعيدة مثل أوغندا وألفيلبين ورومانيا والتشيك وقبرص ونيوزيلاندا وأستراليا بالإضافة إلي الشركات الأمريكية, وأشهرها شركة' بلاك ووتر' صاحبة مجزرة ساحة النسور في عام2007, حين قتلت بدم بارد17 عراقيا مدنيا بلا أي مبرر.
إلا أن تلك الشركات الأمنية ليست كلها شركات قتالية. فهناك شركة ألمانية اسمها تويفور مهمتها الأمنية الخطيرة هي تزويد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق بالمراحيض المتنقلة. أي أنها تعمل علي توفير الأمن في هذه المرافق لضمان انسيابية العملية السياسية!
اليوم تجري في الولايات المتحدة محاكمة مجرمي الحرب الأمريكيية.. متي تبدأ في العراق محاكمة مجرمي الحرب العراقيين؟[/size]