بدأت تسترعي انتباه الخبراء النفسيين ظاهرة الإدمان على استعمال موقع "Facebook" الشهير، حيث لاحظوا أن هذا الولع له آثار جدية على حياة الفرد، بحيث يفقده الصلة بالواقع المعاش ويؤثر على عمله وعلاقاته بالمحيطين به.
وتوضيحا لحجم المسألة، أفادت المعالجة النفسية للزواج والعائلة بولاية نورث كارولينا، بولا بايل، أنها استقبلت الجمعة الماضي ثلاث حالات تشكو من إدمانها على "فيسبوك"، وأضافت "لقد بات استعمال الموقع وكأنه فعل قهري، بحيث يتيح لك المجال للهرب من عالمك إلى عالم Facebook."
وأشارت بايل، في مقابلة مع CNN إلى أن المسألة لم تبلغ حجما كبيرا بعد، خصوصا وأنها هي نفسها مشتركة في الموقع، ولكنها أشارت إلى أن هذه المعضلة لا تزال في تنام، وذلك نظرا لأنها تتيح مخرجا للأفراد المأزومين في حياتهم اليومية، ويفقدهم الصلة بها.
ومن جهتها، قالت المعالجة النفسية الإكلينيكية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، جوانا ليباري: "يمكننا مقارنة Facebook بفيلم 'ذا ترومان شو' حيث يعيش المرء حياة رغيدة من دون منغصات في عالم مفبرك بالكامل."
وكمثال واقعي، التقت سيدة مع CNN، وعرفت عن نفسها باسم سينثيا نيوتن، وهو للتمويه، وذكرت أن تعلقها على Facebook وصل مدى بعيدا حيث لم تنتبه لطلب ابنتها، ذات الاثنتي عشرة سنة، بمساعدتها في واجبها المدرسي، حتى حاولت الأخيرة جذب انتباهها عبر إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني للفت انتباهها، ولكن دون طائل.
وبحسب نيوتن، فإنها تسعى دوما للتحدث مع الرجال، ومغازلتهم على الانترنت، خصوصا وأنها غير متزوجة حاليا، وقالت "إنني مدمنة على الموقع، فلقد ضعت فيFacebook
ويرى خبراء أنه يمكن للشخص الذي يستعمل الموقع، أن يختبر نفسه، حول إذا ما كان مدمنا عليه، عبر خمس علامات تدل على هذا، والتي تتلخص بوقوعه في النوم من كثرة متابعته لـFacebook، وبالدخول إليه لمدة تزيد على ساعة يوميا، وبإصابة المستخدم بنوع من الهوس بأحبائه أو عشاقه القدامى، وبإهماله العمل لمتابعة الموقع، وأن يتعذر عليه مغادرته إلا بامتعاض شديد.
ويذكر أنه تأكد رسمياً أن عدد المشتركين في "Facebook" على الإنترنت بلغ 200 مليون مشترك، كما أفاد مؤسس الموقع والرئيس التنفيذي له، مارك زوكربيرغ، في 8 إبريل/ نيسان الماضي، ونوه الموقع الإلكتروني الأكثر شهرة أنه متاح بأربعين لغة مختلفة وأن العمل يجري لإطلاقه بأكثر من 60 لغة مختلفة أخرى.