اهتمت الصحف البغدادية الصادرة اليوم الاربعاء، بواقع الدولة العراقية بعد 2003 وارادة الشعب العراقي والمتمثلة بمهرجان ملعب الشعب الذي احتضن مباراة منتخبي العراق وفلسطين امس الاول.
وقال الكاتب حميد عبد الله في مقال نشرته صحيفة المشرق (يومية مستقلة) بعنوان (بناء لا تراه العين) إن “بإمكاننا أنْ نصدق من يقول لنا إن رجالات الحكومة ليسوا ذوي خبرة وليسوا رجال دولة وليسوا على قدر من الكفاءة تؤهلهم لقيادة سفينة البلاد إلى شاطئ الازدهار والتقدم والرخاء، وإنهم مناضلون وليسوا ساسة حزبيون وليسوا قادة”.
واضاف الكاتب أن “بأمكاننا أن نصدق ذلك لكننا لا يمكن أن نصدق من يقول لنا إن الحكومات التي توالت على إدارة شؤون العراق بعد الاحتلال قد وضعت خططاً للبناء أو نفذت شيئاً من تلك الخطط أو إنها بنت جامعات ومصانع وعبدت الشوارع وحدثت البنى التحتية ووضعت خططاً خمسية وشيدت مجمعات سكنية وأحيت المصانع المتآكلة ووضعت الحجر الأساس لصروح ثقافية”.
وأضاف الكاتب “ليس بإمكاننا أن نصدق من يحاججنا ويقول إن الحكومات فعلت كلّ تلك الاشياء أو نزراً يسيراً منها، لا نصدق ذلك ليس لأننا لا نتمنى أن تكون لنا حكومة مثابرة وحريصة وقادرة على تغيير واقع الحال من الاسوأ إلى السيئ ومن السيئ إلى الحسن ومن الحسن إلى الأحسن”.
وتابع الكاتب قائلا “نعم.. نسمع من يحاجج ويقول إن التنمية متواصلة في العراق وإن البناء لم ولن يتوقف لكن حين نسأل اولئك المتفذلكين عن تلك التنمية وعن ذلك البناء ونقول إننا لم نرَ شيئاً مما يقال يأتي الرد بأننا حاقدون ومعادون للعملية السياسية”.
واختتم الكاتب حميد عبد الله مقاله قائلا “ربما يوجد هناك من له عيون تختلف عن عيوننا تمكنه من أن يرى ما لا نراه فليدلنا على تلك المكاسب وذلك البناء لنصفق للحكومة ونخرج إلى الشوارع هاتفين بالروح بالدم نفديك ياهو الجان”.
اما صحيفة الدستور (يومية مستقلة) فاهتمت في افتتاحيتها التي يكتبها رئيس التحرير وحملت عنوان (إرادة الحياة تنتصر) بما شهده ملعب العشب من حضور جماهيري كبير لمبارة العراق وفلسطين التي انتهت برباعية نظيفة للعراق.
وقال الكاتب إن “إرادة الحياة لدى الشعب العراقي كبيرة وكبيرة جدا إلى الدرجة التي تحدو بها جميع العقبات التي اجتمعت لتثنيهم عن مواصلة العيش بسلام والتفرغ لبناء بلدهم فما تعرض له العراقيون ليس بالأمر السهل أو البسيط عندما تصدوا لأكبر هجمة إرهابية ومن أكثر من جهة ليخرجوا منها فائزين باستحقاق الحياة وعن جدارة”.
وأضاف الكاتب أن “المظاهر الدالة على هذه الإرادة كثيرة ومتنوعة تجلت بقدرتهم على إدامة زخم حياتهم المعيشية في أحلك الظروف واصعبها بل قابليتهم على مقارعة الإرهاب بيد والاعمار والبناء بيد ثانية وقد تألقت هذه الصورة على اوجها في تعبيرهم عن الفرح واستثمار الفرص المتاحة لخلق توليفة كرنفالية هي انعكاس للرغبة العارمة لديهم في استعادة حياتهم الطبيعية من فم حوت الخراب”.
وتابع الكاتب أن “ما شهده ملعب الشعب الدولي قبل يومين من حضور حاشد في ظل تهديد خطير وتصاعد الهجمات الإرهابية هو استجابة معلقة للمشاعر الوطنية لقبر الفتنة ولؤد كل محاولات إذكاء نيران الاقتتال الداخلي التي تسعى إليها جهات بعينها تلك الجهات التي لم يرق لها ما شهدته الأوضاع الأمنية من تحسن ملحوظ ابان المدة السابقة”.
وأختتم الكاتب باسم الشيخ مقاله قائلا “لقد كانت الطمأنينة لا تسعها الصدور ونحن نعيش الحلم بينما كان الإرهاب ينهش خواصرنا فيضرب في تازة ويستهدف الكنائس ويوزع الموت اينما استطاع إليه سبيلا، لكن إصرار العراقي على إنهاء مرحلة الفوضى والقتل العشوائي تقف اليوم بالمرصاد للذين يمنون أنفسهم بتجسيد الأحلام المريضة”.
وفي سياق متصل قال الكاتب علي خليف في مقال نشرته صحيفة العدالة (يومية تصدر عن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم) بعنوان (الشعب سيحرق أموالهم) إن “أعداء العراق الجديد يتربصون بتجربته وبنظامه الديمقراطي وعملوا ويعملون على إثارة المشاكل وتأجيج الفتن كل ذلك في محاولة يائسة لإجهاض التجربة العراقية التي أرسى معالمها الشعب العراقي وعبر النظام الديمقراطي واحترام الإرادة الوطنية “.
واستدرك الكاتب قائلاً “ليس غريبا أن نجد أعداء الإنسان العراقي ينفقون الأموال الطائلة ويرصدون مليارات الدولارات من أجل تغيير الخارطة السياسية وقمع إرادة الشعب فهم يحاولون يائسين أن يغدقوا الاموال على ضعاف النفوس من الفاسدين الذين يستجدون الأموال لقمع حرية الشعب ولتهديم الديمقراطية”.