بغداد(عدنان محي الدين)فيْ سنة 1938 ارتفعت مناسيب نهري دجلة والفرات بسبب ذوبان الثلوج في شمال العراق واصبح خطر الفيضان يهدد مدينة بغداد بالغرق ..فهرعت قوات الجيش والشرطة وطلاب المدارس الى سدة ناظم باشا التي كانت تحيط بغداد من الجهة الشرقية .وكان الماء الهادر قد وصل اليها فباشروا بوضع اكياس التراب على ارضية السدة لتقويتها.
يحكي المعاون محي الدين معاون شرطة السراي : انه في احدى الليالي التي كان فيها الفيضان على اشده حصلت ثغرة في السداد قرب محلة الوزيرية فأمرني مدير شرطة بغداد المرحوم بهجت الدليمي بمعالجة الموقف بمنتهى السرعة. وحيث لم يكن في شرطة السراي تلك الليلة غير اربعة افراد هم حرس المبنى فتحيرت في امري كيف احصل على رجال لارسالهم الى هناك .
ثم خطر في ذهني ان الجأ الى المبغى العام (الكلجية) في ساحة الميدان فطلبت من رأس العرفاء توفيق مرافقتي الى هناك مع اثنين من رجال الشرطة ومفوض الخفر ولدى وصولنا كان المكان يزدحم بالرجال فتم نقلهم بسيارات الشرطة الى منطقة الخطر وما ان اصبح الصباح في اليوم التالي حتى استدعاني مدير شرطة بغداد وقال لي ماذا جرى ليلة امس ؟ فسالته ما الخبر؟
قال اتصل بي مدير الشرطة العام المرحوم السيد هاشم العلوي واخبرني ان زوجة مدير الصحة العام في مكتبه وهي تقول ان زوجها لم يعد الى داره ليلة امس وان حاكم جزاء بغداد الاول لم يباشر عمله في المحكمة وامر معسكر الوشاش لم يذهب الى المعسكر وسائق سيارة الملك غازي لم يحضر الى قصر الزهور كما ان بعض مراكز الشرطة جاءتها بلاغات بعدم رجوع بعض الرجال الى دورهم.
فقصصت عليه ما فعلت فطلب مني الاسراع الى هناك واعادتهم فوراً فهرعت الى منطقة الوزيرية وكانوا ينقلون اكياس التراب على السداد وابلغتهم بالعودة معي الى دورهم..
وبعد اسبوع واحد على هذه الحادثة صدر امر نقلي من معاونية شرطة السراي في بغداد الى معاونية شرطة الفلوجة في الرمادي.
حلووو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟