شعر وغناء يضيء ليل دمشق.. اختتم بزيارة الشاعر الكبير مظفرالنواب
كاظم غيلان 01/08/2009
ن تتمكن المنافي من قهر المبدعين العراقيين اينما حلوا ، لأنهم أبناء حقيقيون لقضايا وطنهم وشعبهم، وان أراد القهرأان يلوي رقاب كل الناس فسيستثني العراقيين، بهذه الكلمات الموجزة حدثنا الفنان العراقي المبدع الشاب فائز صبري المقيم في دمشق بعد ان غادر هولندا وهكذا بدأت فعالية شعرية فنية اقيمت في مقر الحزب الشيوعي العراقي بضاحية المزرعة هناك، حضور بهي لعوائل أدمنت حب العراق وناضلت وضحت لأجله كثيراً ، أطفال، نساء، رجال.. الكل انشد لذكرى ثورة الرابع عشر من تموز التي بقيت راسخة في ضمائرهم، انها ثورتهم التي نهلوا من دروسها المحبة والثبات، مثلما علمتهم المكابرة والرقي، في جو بهيج مليء بعطر العراق، بنبله وكرم انهاره ونخيله.
شغل الصف الأول في القاعة الصغيرة فؤاد سالم، عريان السيد خلف، رياض النعماني، كامل الركابي القادم من السويد، وكاظم غيلان.. بينما فتية توزعوا في قاعة الحفل تملأهم الحيوية يتفقدون الحضور بكلمات الحب والتفاني،راحت اصابع الموسيقي المبدع سليم سالم توقظ في نفوس الجمهور ذلك الايقاع الراقص الذي يمنحهم طاقة التجدد . دوري البغدادي امتع الجمهور بعزفه على آلة الجيتار والاغنيات البغدادية القديمة التي اعادت لذاكرة الحضور مشاهد المواسم الأولى من العمر، بينما راح نهاد البغدادي ( يتبغدد) على الطريقة الشامية باغنياته.
وللشعر حصته الكبيرة كامل الركابي الشاعر المبدع الذي كان قادماً لسورية بصحبة عائلته من السويد شارك في الحفل بقصيدتين جميلتين، هنا مقطع من قصيدته(أوصاف):
ياوردة شمس تتبع مسار الضي
ياوردة هيام وعشگ مجنون
ياضي البلاغه
والرشاقه والرسم واللون
ياسر المحبه بگلبي مدفون
يامد العمر، ياماي
ياسحر العمر، ياناي
يلبيك آنه مفتون
يامن لاشبيه النرجس عيونك
ولاللرقه واللمعه البلعيون
اعقبه الشاعر كاظم غيلان بقصيدتين صغيرتين ، وراح يتحدث عن العواصف الترابية التي اجتاحت العراق مؤخراً عبر قصيدته(خراب) مناجيا ليل بغداد الآتي منها:
ياليل بغداد
اشتهيت النجم
بس كلك اتراب
امنين اجيب النجم
يل صاير غياب
وغايبين اهواي
وآنه امن الغياب
اطلع واشع اعله الغياب
ليل بغداد
ونصب مملي عذاب
يصعد ابروحي النصب
يصعد
ايدور عله حريه
ابسمه اتدور نجم
بس الحراميه
خذو حته الحلم
ذبحو ضحكتي
وباگو الكاروك
من آخر طفل شاف الخراب
أما الشاعر عريان السيد خلف فقد أحزن الحضور وهو يستذكر الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم عبر قصيدته (تداعيات ستينية):
منك كلهه منك
طب حراميهه
ولعب بيهه وخبطهه
وشرب صافيهه
گلنالك تحذر ناوراك
تاعيت الضواري وأمنت بيهه
ياغرة بياض بگصة التاريخ
زلم الغدرتك ماظن زلم بيهه
الزلم تولي وتعف
ونته الطلگت ارگاب
جان الموت حگ امفصل اعليهه
جان الشعب يهتف والجموع اتصيح: اعدم .. والخطوره اتساهلت بيهه ياشاطر غلطتك كلفتنه ارواح
والغلطه الجبيره اشلون تمحيهه
لاگيت المنايه بهيبة الفرسان
مادورت حفره وعفنت بيهه
يلگبرك صرح بگلوب كل الناس
شلك بالگبور
الرجل تاطيهه
زغاريد مشكورة
ليأتي دور مغني الشعب فؤاد سالم وسط تصفيق الحاضرين وزغاريد الحاضرات ليطربهم باغنيات طالما خلدت في الذاكرة (مشكوره)، ( يابو مركب) ، ( العلويه) والأخريات من اغنياته التي صاحبها بالعزف على العود ولده( حيدر فؤاد).
وفي ختام الحفل الذي امتد لساعات الليل الأولى توجه الشعراء المشاركون في الفعالية بصحبة الفنان فائز صبري لزيارة رمزهم الشاعر والمناضل الكبير مظفر النواب في شقته للأطمئنان على حالته الصحية وتهنئته بهذه المناسبة وكان باستقبالهم هناك الصديق النبيل حازم الشيخ اذ كان لقاء ممتعا و مسك ختام احتفاليتهم.