[color=yellow]لا تشتر العبد الا والعصا معه!!
قصة الوالي جواد المالكي ولقاءه مع الباب العالي جلالة الملك اوباما
كتابات - عبد الله الفقير
جاء بايدن الى العراق مبعوثا من قبل اوباما لغرض اتمام "المصالحة الوطنية",وهو في الطريق لمح الى ان المصالحة يجب ان تشمل الجميع بما فيهم البعثيين,انزعج جماعة المالكي من هذا التصريح,لانهم لا يتصالحون مع من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين ,هكذا يقولون,مثلما كان صدام يقول بانه لن يتصالح مع من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين وكان يقصدهم !, التقى بايدن بالمالكي واسمعه هذا "الامر" الصادر من "الباب العالي" الامريكي!,بلع المالكي "الامر" ولم يستطع ان يتكلم فقد تحشرجت الكلمات في حلقومه, هبّ علي الدباغ للكلام نيابة عنه,فراح يعلن ان العراق دولة ذات سيادة وانه يرفض يتدخل الامريكان في "ملابسه" الداخلية,اعتبر بايدن هذا الكلام موجها له,فاحمرت عيناه وغادر العراق مسرعا,علم المالكي ومن هم فوقه ومن هم تحته ان علي الدباغ قد "لاصها" هذه المرة اكثر مما ينبغي, لذلك كان لا بد من تدارك الامر وتقديم الاعتذار باسرع وقت ممكن ,في اليوم التالي قدم "الدباغ" اعتذاره عن طريق مقالة نشرها في جريدة اعدائهم السعوديين"الشرق الاوسط"... والأمر المحير أن الدباغ نفسه الـذي صرح عن تدخلات بايدن عاد ليتحدث عن رغبة قوية أبداها بايدن فما عدا مما بدا.!! والإحتمال الأكثر قبولاً أن هـذه المقالة هي نوع من الإعتـذار عما بدا من كلامه تجاه بايدن وخصوصاً أنه نشره في جريدة تابعة لدولة السعودية العميلة لأمريكا بإمتياز(السعودية عميلة وهم ليسوا عملاء!) . فإن صح هـذا الإحتمال وهو الأقوى لمن يتأمـّل في مقالة الاحلام الوردية للدباغ فإنه خاف أن تُدبر إليه تهم فتخرجه من عالم السياسة وهو لم يزل يحلم برقم في الإنتخابات القادمة)).
يبدو ان اعتذار علي الدباغ لم يرضي الامريكان,فتقدم المالكي بنفسه ليبدي اعتذاره عن تصريحات علي الدباغ لكن هذه المرة عن طريق لقاء مع صحيفة "وول ستريت جرنال" اثبت فيه انه كان قد طلب بنفسه من بايدن التدخل في "ملابسهم" الداخلية والطلب من الاكراد تاجيل الاستفتاء على الدستور,وقد تدخل بايدن فعلا و"لعب" بملابسهم الداخلية كيفما شاء ,ولذلك تاجل الاستفتاء على الدستور الكردي استجابة لتلاعبه ذاك!!. لكن,ورغم ان المالكي قدم اعتذاره هذه المرة من داخل صحيفة امريكية ليضمن ان سيده اوباما سوف يقراه ويقبل الاعتذار, الا ان "الباب العالي" اصر على موقفه ورفض هذا الاعتذار بكل ما حمله من ذلّ وخنوع !!!.
في تلك الفترة العصيبة اشتدت الضغوط على المالكي,فالاخبار تترى عن قرب انقلاب الامريكان على عملائهم القدامي بعد ان انتهت مهمتهم !!,والبعض يرجح ان انحياز الامريكان الى قواعدهم كان مجرد خطوة استباقية للتهيئة لذلك الانقلاب !!,الاوضاع في ايران تسير نحو الانفجار ورأس سيده خامنئي على المحك,بايدن يوجه رسالة جوابية "غير مباشرة"الى الدباغ يقول له فيها بان امريكا لن تتدخل في "ملابس" اسرائيل الداخلية اذا ارادت ان تضرب ايران لان اسرائيل دولة ذات سيادة!, الامريكان يسربون الى وسائل الاعلام اخبار عن موافقة العراق على عبور الطائرات الاسرائيلية لاجوائهم وهي في طريقها لضرب ايران!!(باعتبار ان العراق يعرف الان اي طائرة من التي تمخر عبابه هي امريكية واي منها اسرائيلية!!,ا وان هنالك فرق بين الطائرة الامريكية والطائرة الاسرائيلية!!),جماعة الحكيم والبعثيين والاكراد يحدون شفراتهم ويتربصون سقوط المالكي للانقضاض عليه,الامريكان يسربون خبرا اخر يثير الرعب في صدور "المالكيين" ويؤكد مصداقية مخاوف المالكي من قرب انقلاب الامريكان عليه,اذ عرضت قناة الجزيرة وبدون مقدمات لقاءا علنيا مع احد قادة المقاومة "البعثية" وهو يعلن بانه قد تم توقيع بروتوكول "سري" مع الامريكان!!!, "بعثيين" و"سري" و"مقاومة" كلمات تثير الشك فعلا!!,الدوائر تدور مسرعة وتتقلص حول رقبة المالكي وفرائصه ترتجف والعرق يتصبب من جبينه وقد نحف جسده واختفى الدم من وجهه,ماذا يفعل والعرش يوشك ان يُسحب من تحت مقعده,ماذا يقول واحلامه توشك ان تنهار على راسه ؟!, ليس امامه سوى فرصة واحدة كان الامريكان بدهائهم المعهود قد تركوها مفتوحة له منذ شهر تقريبا,انه "درب البزون" الذي يتركه الصيادون الحاذقون دائما لفرائسهم لكي تمر من خلاله حتى ينقضوا عليها فيه بمنتهى السهولة واليسر كما يقول "سون تزو" في كتاب"فن الحرب", فمنذ ان زار "اوباما" مصر قبل شهر تقريبا,وبدلا من ان يعرج اوباما على "ضيعته" في العراق ليستطلع احوال الولاية والرعية ,استعاض عن ذلك بان سمح لواليه على العراق "المالكي"ان يزوره في قصره الابيض في واشنطن,وحدد له يوم الثاني والعشرين من حزيران موعدا لذلك اللقاء,الم يكن من الاسهل على اوباما ان يزور هو العراق ويلتقي بالمالكي والمسافة بين مصر والعراق ليست اكثر من ساعتين في الطائرة بدلا من ترك المالكي المسكين ينتظر تلك الفرصة شهرا كاملا ويقطع عشرين ساعة طيران جوا لكي يحضى بلقاء "الباب العالي"؟؟,انها عادة الملوك مع العبيد,لا بد من "الاتيكيت"!!.
وصل الوالي "المالكي" الى نيويورك,وراح اولا يتوسل بـ "بانكي مون" لكي يحنن قلب الكويت فتعفو عنه وتتكرم برفع العراق من البند السابع, لقد رهن مستقبله ومستقبل اولاده على ان توقيع الاتفاقية الامنية مشروط برفع العراق من البند السابع وها نحن في الشهر الثامن والعراق ما زال يجلس تحت مظلة هذا البند الازلي!!,وعده "بانكيمون" خيرا, لكنها "مواعيد عقروب" وما كان للمالكي ان يطمئن لمواعيد هذا "الاسيوي" وهو يعرف كيف كان حكام الكرة الاسيويين " يعلبون بينا طوبة" في مبارياتنا الكروية مع الكويت, فماذا عساهم يلعبون بنا في مبارياتنا السياسية معهم ؟!!.
الوالي في عهدة الباب العالي!!:
بات المالكي الليلة سهرانا يغني "شيجيب باجر واصبر شلون" و الحرّ و"الحرمس " يمنعانه من النوم (اكيد الكهرباء كانت مقطوعة في واشنطن!), في الصباح الباكر سمح له "الحاجب" ان يتشرف بلقاء الملك "اوباما", تقدم الوالي بكل خشوع نحو عرش المالك راسه محني الى الامام وعيناه مرفوعة الى العلى من خلف النظارة وابتسامة عريضة مرسومة على وجهه الذي اصابه بعض الشحوب من قلة النوم ,صافح الملك بحرارة ولولا الحراس لقبله من فمه ويده,جلس المالك على الكرسي وجلس الوالي على الارض (يعني مثل صورة خامنئي وهو جالس على الكرسي واحمدي نجاد ومتكي وباقي الوزراء والولاة جالسون على الارض!!),عاتب الملك وآليه في العراق على ما بدر منه من تصريحات لا تليق بمكانة "الباب العالي",ابدى المالكي اعتذاره واسفه واقسم له بان "علي الدباغ" قد تكلم بما تكلم به من دون علمه او موافقته ووعده بانه بمجرد ان يعود الى العراق سوف "يفصل" الدباغ من منصبه وقال له "الم تر اني لم احضر"علي الدباغ" معي الى واشنطن؟ " , تعجب الملك اوباما من كلام الوالي وقال له : وما شان عاملكم "الدباغ" بما نقول ايها الوالي ؟!,
قال الوالي: او ليس جنابكم العالي منزعج من تصريحات الناطق باسمنا "علي الدباغ" التي رد فيها على نائبكم المحترم السيد " بايدن" اعلى الله مقامه ؟!,
قال له الملك اوباما وهو يبتسم : لا,لا,ها وين رحت؟!,اني ما اقصد هاي القصة,هاي الشغلة عالجها السيد بايدن بوقتها ,اني اقصد يوم ان القيت بخطبتك العصماء في (30)حزيران يوم انسحاب قواتنا الى قواعدها خارج المدن, عندما اثنيت على جنودك ونسيت وتناسيت كل ما قدمه جنودنا الغيارى من دماء وبطولات من اجل ان تجلس انت وحواشيك على عرش العراق!.
هنا انتبه المالكي,رفع عينه الى الاعلى باتجاه الجانب الايمن(تقول لغة الجسد اننا نرفع اعيننا الى العلى باتجاه الجانب الايمن في حالة التذكر!),برهة,ثم ابتسم المالكي وانشرحت اساريره ثم اطلق ضحكة مجنونة اخفاها على عجل: آسف,آسف,سيدي الملك,ظننت الامر غير ذلك,ثم ردد مع نفسه "هاي اني وين رحت!!, سودة عليك علي الدباغ شسويت بيه؟!".لا عليك سيدي سوف اعتذر عن ذلك علنيا,فجنود "الشيطان الاكبر" هم جنودنا,ودمائهم دمائنا,وواجب علينا ان نكرمهم فهم "شهداء" في قاموسنا,و"الشهداء اكرم منا جميعا" كما علمنا حزب البعث(الحمد لله ما ذكر له الاية القرانية "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا"!!), وتعبيرا عن اعتذاري وتقديري لدماء جنودكم الابطال فسوف اخصص عشرة الاف دولار اقتلعها من عروق ودماء فقراء العراق هدية لكل "شهيد" امريكي سقط في ارض العراق بالاضافة الى سيارة "شوفرليت" رصاصية تعبيرا عن تقديرنا لجهودكم في انقاذ العراق من الدكتاتورية والشوفينية والشموالية والرجعية والاحيائية والبعثية والسلفية ........الخ.
لا