في تحرك سريع للحيلولة دون تنامي أزمة "عرقية"، قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الجمعة إنه لم يوفّق في اختيار الكلمات المناسبة للتعقيب على حادثة اعتقال بروفيسور أمريكي، من أصول أفريقية، من جامعة هارفرد، وصف فيها تصرف القوة الأمنية المعنية بـ"الغباء."
وجاء تصريح الرئيس الأمريكي مغايراً تماماً لموقفه الذي أدلى به في حديث لقناة "ABC" وأعرب خلاله عن "دهشته" من الانتقادات والضجة التي أثارها تعقيبه.
كما تأتي بعد دعوة رابطة ضباط كمبردج في ماساشوستس للرئيس الأمريكي للمبادرة بتقديم اعتذار.
وتفصيلاً، بدأت تفاصيل الواقعة، باعتقال البروفيسور البارز، هنري لويس غيتس، بعد الإبلاغ عن حادثة سرقة محتملة خارج مسكنه في 16 يونيو/حزيران الفائت.. وأسقطت التهمة لاحقاً.
وقال غيتس إنه ضحية لضابط "شرير،" وذلك في حديث لـCNN، ذكر فيه إن التجربة كشفت له "هشاشة موقف كافة الرجال السود والملونين والفقراء لنزوات قوات الأمن كرجل شرطة شرير، من الواضح أنه شرطي شرير."
وأضاف: "أنا على استعداد للاستماع إلى كرولي، حال اقتناعي بقوله الحقيقة بشأن ما فعل، وتشويه وفبركة تقرير الشرطة، عندها أنا على استعداد، كإنسان، للغفران له."
ومن جانبه أعرب السيرجنت جيمس كرولي، من قوة شرطة كمبردج، في معرض تأكيده بأن ما قام به كان صائباً، عن "دهشته وخيبة أمله" بتصريح الرئيس أوباما، الأربعاء وجاء فيه: "شرطة كمبردج تصرفت بغباء عند اعتقال شخص ما لديه دليل بالفعل إنه داخل منزله."
وصرح كرولي لقناة WHDH الشقيقة لـCNN، أن تصريح أوباما: "لا يحمل إساءة لضابط دائرة كمبردج فقط، بل لسائر رجال الأمن في البلاد."
وحملت بعض نقابات الشرطة الأمريكية على تصريح أوباما، وحاكم ولاية ماساشوستس، ديفال باتريك، الذي نقلت تقارير قوله عن الحادثة: "بطرق شتى، هذا كابوس كل رجل أسود وحقيقة للكثير من السود،" ودعت الطرفين لتقديم اعتذار.
وفي محاولة للحد من الجدل الواسع، قال البيت الأبيض الجمعة إن أوباما دعا غيتس وكرولي إلى البيت الأبيض.
وقال الرئيس الأمريكي: "لأن حجم الأمر يزداد تدريجياً، وتصريحاتي ساعدت في ذلك، أريد أن أوضح أن اختيار كلماتي لم يكن موفقاً، وللأسف بدت كأنها قذف بحق دائرة شرطة كمبردج أو السرجنت كرولي تحديداً."
وأضاف: "كان من الممكن تقوم كلماتي بشكل مختلف، وهذا ما أخبرته للسرجنت كرولي."
وإلى ذلك، تظل بعض تفاصيل الحادثة غامضة، فبعد توجه كرولي إلى منزل غيتس إثر تلقيه بلاغا من الجيران باحتمال حدوث سطو، اتهم البروفيسور برفض التعاون معه قائلاً إنه اتهمه مراراً بالعنصرية.
وقالت السلطات المختصة إنها قد تفرج عن تسجيلات صوتية للحادثة بدا فيها صوت البروفيسور واضحاً.
وأبدى قائد قوة شرطة كمبردج، روبرت هاس، أسفه عن حادثة اعتقال غيتس، إلا أنه أكد صحة الإجراءات القانونية التي اتبعها القسم، مضيفاً: "أثق ضمنياً في حكم كرولي، إنه ضابط ممتاز.
ويذكر أن كرولي اختير بواسطة ضابط أسود لتدريس برنامج في أكاديمية الشرطة يتناول كيفية تفادي نشر العنصرية.