حذّرت الشرطة الألمانية في ولاية شليسفيغ – هولشتاين (بأقصى شمال ألمانيا) الأهالي
من مجنون زرع شفرات الحلاقة الحادة في أحد ملاعب الأطفال. وقال مانفريد بول، الناطق
باسم الشرطة، إنه يخشى أن يكون أحد الممسوسين بالحقد على الأطفال وراء الحادث.
اكتشف الشفرات في نهاية الأسبوع الماضي رجل شرطة أخذ ابنته (4 سنوات) إلى ملعب
مخصص للأطفال في مركز مدينة كولدنبوتل. وفي الحال اتصل الشرطي بمركز الشرطة بعدما
لمعت في باحة الملعب الرملية. وعلى الأثر بادرت الشرطة إلى تطويق الملعب، وباشر
رجالها مهمة البحث عن «مجهول» سبق له الإقدام على الفعلة ذاتها، إذ زرع شفرات حلاقة
في ملعب ببلدة هنشتدت القريبة.
وبعد التفتيش الدقيق، تمكن رجال الشرطة من
رفع أكثر من 24 شفرة حلاقة حادة من مواقع حساسة في ملعب الأطفال. وكان بعضها مزروعا
في الرمل، والبعض الآخر مثبتا على الأرض قرب مكان الصعود إلى منصة الانزلاق، وغيرها
مثبتا بشكل أفقي (حد الشفرة نحو الأعلى) على حافات السلم المؤدي إلى المنصة. وبدا
واضحا أن تنسيق زرع الشفرات بهذه الصورة كان يهدف إلى إلحاق أذى مباشر بالأطفال، مع
العلم أن الشرطيين رفعوا أيضا شفرات أخرى ثبتها الفاعل من الأسفل، وتظهر حافاتها في
الأعلى، في مقاعد الحديقة وهي موجهة ضد ذوي الأطفال.
الناطق باسم الشرطة
قدّر، خلال تصريحه، أن الشفرات كانت ستؤدي إلى قطع أصابع الأطفال لو لم تكتشف في
الوقت المناسب. بل إن الشفرات بدت لامعة في الرمل مما يجعلها مغرية للأطفال صغار
السن الذين كان واردا جدا أن يضعوها في أفواههم. هذا، وفتحت الشرطة تحقيقا مع
مجموعة من المراهقين يتخذون من ملعب الأطفال مكانا لتجمعهم، إلا أنه من غير المحتمل
أن يكون أحدهم وراء هذا السلوك الإجرامي. وحرص بول على القول «إن تكرار الفعلة يشير
باتجاه شخص مجنون لا تعرف دوافعه بالضبط بعد».
بقي أن نشير إلى أنه بعد
إكمال رفع الشفرات أعلنت الشرطة أماكن لعب الأطفال في كل أرجاء مدينة كولدنبوتل
«أماكن آمنة للعب الأطفال»، ووجهت الأهالي لضرورة توخي الحذر عند اللعب مع أطفالهم
في الملاعب. ويبدو أن هذه «النصيحة» رغم الطمأنة الرسمية دفعت الأهالي إلى التريث
بالذهاب مع أطفالهم إلى الملاعب، وبالأخص المستهدفة منها بزرع الشفرات.