ردت دائرة الهجرة على الانتقادات الموجهة اليها بشأن تقصيراتها في
تقييم اوضاع اللاجئين العراقيين من الاقليات الدينية خلال دراسة طلبات
لجوئهم وعدم اخذ ظروفهم ومايتعرضون له من تهديدات في بلدهم العراق بصورة
واقعية. وكانت الاذاعة السويدية قد تحدثت عن هذه المسألة حيث اشار قانوني
سابق في دائرة الهجرة بأن يجري في الدائرة عدم اهتمام بالمعلومات المهمة
التي تكون لصالح طالب اللجوء في الحصول على الاقامة في البلاد. الى ذلك
رد مسؤول الدائرة القانونية في دائرة الهجرة ميكائيل ريبينفيك على هذا
الطرح في حديث مع قسم الاخبار في الاذاعة السويدية EKOT بأن هنالك تحدي
كبير امام أية سلطة او محكمة ان يكون لديها تطبيق قانوني فيه اجماع.
ويضيف
ريبينفيك بان دائرة الهجرة تتعامل مع قرارات قانونية، قرارات وفق امثلة
ومع الاعتماد على الخطوط العامة التي تحتويها الكتيبات التي تشرح طرق
العمل، وذلك كله من اجل ضمان تطبيق قانوني موحد. واذا ما شعر المرء بأن
ثمة غبن بحقه وان القرار غير صائب فهناك محامي يساعده كما ويمكن للشخص
المعني ان يذهب بالقضية الى المحكمة.
و تحدث قسم الاخبار في الاذاعة
السويدية ايكوت مع ثمانية وكلاء قانونيين رسميين من مناطق مختلفة في
السويد، وكلهم يشككون في الضمانة القانونية فيما يتعلق بطلبات اللجوء
المقدمة من المسيحيين العراقيين.
هيلين فيستلوند محامية من ستوكهولم
تعمل مع قضايا طلبات اللجوء لمدة تتجاوز العشرين عاما، تؤكد على شدة
الصعوبة في اتخاذ قرار بمنح احد حق البقاء في السويد، بعد الاتفاق الذي تم
الحكومة السويدية والعراق، العام الماضي حول عودة اللاجئين:
يجب ان
اقول انني غالبا ما اكون حزينة ومثبطة الهمة حينما يكون هنالك رفض لطلب
لجوء كان يجب ان يمنح صاحبه الاقامة. اعتقد ان مثل هذه القضايا يجب ان
تكون فيها ضمانة قانونية عالية.
لكن جورج يانكو، وهو قانوني في
سودرتاليا يؤكد القول بأن طالبي اللجوء المعنيين يكررون ذكر القصة بالضبط
تماما كمحفوظة في كافة مراحل النظر في طلب اللجوء، بدون ان يحيدوا عن ماهو
مكرر قيد انملة، مما يجعل من الصعوبة بمكان تصديق مايقولون:
انهم
يكررون الحديث بنفس الحكاية مرة بعد اخرى في جميع مراحل دراسة طلب
اللجوء، ومع ذلك يقعون في شئ ما، ربما يتعلق الامر بثمة تفاصيل غفلوا
ذكرها.
اما يوران غابيرلسون في نورشوبينغ فقد عبر لقسم الاخبار في
الاذاعة السويدية عن تخوفه من ان الضمان القانوني بات مهدداً. وهو يعرض
مثالا يتعلق بشخص مسيحي من العراق يقبع الآن في قسم الحز التابع لدائرة
الهجرة تمهيدا لتسفيره الى العراق الاسبوع القادم:
انه هرب من العراق
بعد ان كان مختطفا، وهو خلال الفترة التي كان فيها مختطفا استطاع رؤية
اشخاص آخرين مثل وضعه تمت تصفيتهم، وهو شخصيا قد تعرض الى محاولة تصفية
قبل ان تمكن اقاربه من جمع مبلغ كبير من المال لشراء حريته. هذه الاسباب
لطلب اللجوء لم يتم التشكيك فيها ولكن لم يجر تقييم وضعه بشكل كاف. اقصد
انه لم يجر اعادة النظر بالقضية كحالة فردية.
من جهة اخرى ذكر متطوعون
يدعمون اللاجئين المتخفين ان العديد من العراقيين المسيحيين المرفوضة
طلبات لجوئهم ومعرضين للابعاد يختفون في اماكن مختلفة، حيث تقوم كنائس
وجمعيات واشخاص فرادى بمساعدتهم. احد المناطق المنهمكة في وضع اللاجئين هي
سوردتاليا:
يقول صاموئيل ، في الحقيقة لانحتاج الى مساعدة بالتنظيف، ولكني اود القيام بعمل خير.
وصاموئيل
هو احد الذين قاموا بتشغيل ناديا، واحدة من العراقيات والعراقيين المسيحين
الذين يعيشون مختبئين في السويد.، كمساعدة تنظيف لكي يمنحها امكانية
الحصول على بضعة نقود.
وناديا مثلها مثل آخرين رفض طلبها ولكنها تشعر
بالخوف من العودة الى العراق، حيث كانت مهددة، كما يشير قسم الاخبار في
الاذاعة، لكونها مسيحية ولأن اخوانها عملوا سابقا مترجمين للجيش
الامريكي، ولم يبق لها هنالك اقرباء.