[size=16pt]الفاتحة التي قرأها المالكي !
داوود الفرحان : : 2009-08-15 - 14:24:14
'الفاتحة' التي قرأها المالكي! / داوود الفرحان
مازالت صدمة البروتوكول, الذي تردد أنه تم توقيعه بين ما يعرف باسم المجلس السياسي للمقاومة العراقية وممثلين عن الحكومة الأمريكية برعاية تركية, تخيم علي المشهد السياسي في المنطقة الخضراء. وفي الوقت الذي نفي فيه طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي أنه لعب دور الوسيط في هذا البروتوكول قال: إنه لو تم توجيه الدعوة إليه لحضور اجتماعات الطرفين لما تردد في تلبيتها لأنها' تندرج في إطار المصالحة الوطنية وحل المشاكل بين العراقيين'.
وكشف أحد نواب التحالف الكردستاني أن السفارة الأمريكية ردت علي الاستفسار الحكومي الرسمي حول طبيعة تلك الاجتماعات والبروتوكول قائلة: إن الولايات المتحدة هي المسئولة عن السياسة الخارجية والداخلية للعراق من خلال سعيها لإنجاح العملية الديمقراطية, وأن ما حصل كان ضمن مشروع المصالحة الوطنية في البلاد, لكن دون تهميش دور الحكومة العراقية.
وإلي جانب ذلك, أشار أحد نواب حزب الفضيلة العراقي إلي أن الحكومة العراقية كانت قد أجرت مفاوضات قبل عامين في اطار ما يعرف بالمصالحة الوطنية من خلال محاولة ضم جماعات مسلحة خارج البلاد إلي العملية السياسية, متسائلا عن سبب دهشة حكومة المالكي, إزاء محادثات الأمريكيين مع ممثلين عن الجماعات المسلحة.
وفي الوقت الذي ندد فيه رئيس وزراء المنطقة الخضراء بتلك الاجتماعات قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إنها تمت بعد إبلاغ مسئولين في الحكومة العراقية بها. وإنها جرت قبل عدة أشهر. وكشفت مصادر غير أمريكية أن هذه المحادثات لم تجر في تركيا فقط وإنما جري جانب منها في العاصمة الأردنية عمان. وهي تهدف إلي إحداث توازن سياسي وعسكري في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية عبر زج قوي مناهضة للتوجهات الإيرانية في المنطقة تتمثل في استقطاب الحركات القومية والاشتراكية اليسارية واليمينية لدفعها للمشاركة في العملية السياسية. كما تشمل التحركات مفاوضات أمريكية مع جهات' شيعية' معارضة للعملية السياسية ترتبط بداعية ديني يقيم في إيران ويتخذ من النجف مقرا لحركته.
ويسعي البروتوكول الموقع كما ذكرت مصادر مطلعة, عودة حوالي120 من كبار ضباط الجيش العراقي السابق إلي الخدمة لإحداث توازن عرقي وطائفي داخل المؤسسة العسكرية, وضمان وجود قيادات مهنية بعيدا عن الانتماءات الحزبية.
ومن جانبها قالت مصادر المقاومة إنها طلبت إطلاق سراح المعتقلين وإعادة المهجرين وإعمار العراق والاعتذار للشعب العراقي وتعويضه ماديا ومعنويا مقابل وقف إطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية.
ولأن الحديث عن المصالحة بين العراقيين لا يروق كثيرا لبعض القادة الأكراد, لأنه يقف حجر عثرة أمام تحركاتهم وأطماعهم, فإن هوشيار زيباري وزير الخارجية لم يستطع أن يمنع لسانه من القول في نوبة غضب. إن هذه الاجتماعات تمثل' صدمة' للحكومة العراقية! وكالعادة ضغط زيباري بإصبعه علي زر تشغيل أسطوانة' أن المقاومة تمثل بقايا حزب البعث وأنصار النظام السابق والإرهابيين' إلي آخر المعزوفة المملة التي يتم عزفها كلما دار الحديث عن التصالح والتسامح.
باختصار: إن حكومة نوري المالكي الطائفية الفاسدة مازالت بعد أكثر من ست سنوات علي الاحتلال الأمريكي, وتغيير النظام السابق تخشي أن تدخل بوابة المنطقة الخضراء قوي سياسية غيرها في أي انتخابات برلمانية مقبلة, وهو الأمر الذي دفع المالكي إلي أن يقرأ سورة الفاتحة في ولاية فرجينيا الأمريكية أمام شواهد قبور قتلي الجيش الأمريكي في العراق![/size][u]