أسئلة ولدي التي أبكتني
سُلاف رشيد
نهضت صباح هذا اليوم مبكرة، رغم أنه يوم الأحد ، ربما لأنني نمت بشكل متواصل ،بعد إن أمضيت ليلتي وأنا أتحدث لطفليَّ ،عن حياتي في وطني، خاصة عن فترة طفولتي
،كان ولدي يحدق بي دون أن ينبس ببنت شفة ، بعكس أبنتي التي كانت تسألني بمشاكسة واضحة ، تتعلق بإهتمام والدتي بي يوم كنت طفلة ، كنت أركز حديثي عن أهتمام والدي بي ،خاصة في يوم الطفل ، حيث كان يشتري لي الهدايا ، والحقيقة كان أبي يشتري لي الهدايا ، بمناسبة أو دون مناسبة ، لأعتزازه الكبير بي ، أو لربما أنا البنت الوحيدة مع ثلاثة أخوة ، وعندما أنتهيت من حديثي، سألني ولدي هل يحتفل الأطفال في العراق بيوم الطفل؟
وكي أكون أكثر وضوحاً ، قلت له ربما يحتفل قسم منهم ، والقسم الأكبر منهم لا يحتفل، وهنا أنفتحت بوابة الأسئلة على شفتيه
لماذا لا يحتفلون ؟؟
قلت له لأنهم ليس لهم آباء ،
قال ونحن لسنا لنا أب ولكننا نحتفل ، لأنك موجودة معنا ، أليس لهم أمهات ؟؟
قلت له نعم ، قسم منهم لديهم أمهات ،ولكنهم فقراء ولايملكون النقود للهدايا ؟؟
قال ولماذا هم فقراء ؟؟
قلت له ،لأن آباءهم ماتوا ولم يتركوا لهم شيئاً
قال ولماذا مات أباؤهم ؟؟
قلت له ، لأن العراق كانت فيه حرب، وقتل الكثير من الآباء بهذه الحرب .
قال ولماذا الحكومة لا تشتري لهم الهدايا ؟؟
قلت له ، لأن الحكومة مشغولة بأمور أخرى .
وقبل أن يواصل طرح أسئلته ، قطعت عليه حبل الأسترسال ، بسؤالي له عن الهدية التي يرغب بها ؟
صمت لبرهة ثم سألني .
ماما هل نستطيع أن نرسل هديتي وهدية أختي للعراق ؟؟
قلت له نعم ، ولكن ليس لدينا عنوان محدد نرسل اليه الهدايا .
قال نعم لدينا عنوان أنت تعرفينه، لقد رأيتك العام الماضي تبكين وأنت تنظرين الى صورة أبنة خالي وهي في الروضة، وعندما سألتك لماذا تبكين ، قلت لأن خالي غير موجود، لهذا أشتري الهدايا لنا، وأرسليها إلى بنتي خالي .
أخذته بأحضاني وبكيت بكاء شمعة عيد الميلاد .