أ ـ الملياردير اليهودي الروسي الاصل اركاديي غايداماك مؤسس حزب "العدالة الاجتماعية" في اسرائيل ورئيس مؤتمر المنظمات الدينية اليهودية في روسيا. وهو احد اكبر عمالقة تجارة الماس. وقد اتهم بالمشاركة في فضيحة ما يسمى أنغولاغيت، المتعلقة بالصفقات المشبوهة لتهريب الاسلحة الى انغولا خلال الحرب الاهلية الطويلة في تلك البلاد. كما سبق ان حققت معه الشرطة الاسرائيلية بتهمة غسل اموال قذرة. وكان في وقت ما ممنوعا من مغادرة اسرائيل. ويملك غايداماك شركة عقارية في تل ابيب. وقد بدأ مؤخرا في توظيف اموال في بلغاريا، منها في صناعة محروقات الديزل، وكذلك في الحقل العقاري.
ب ـ الملياردير اليهودي الروسي الاصل ليف ليفايف (واحيانا يسمى ليفييف)، المعروف بأنه اغنى اغنياء اسرائيل ويسمى ملك تجارة الماس. وقد وجه ليفايف انتقادات الى الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ 1990 بأنها لا تحسن استيعاب اليهود الروس. وقد وقع خلاف بينه وبين مصلحة الضرائب الاسرائيلية. وتقول جريدة "الاندبندنت" انه انتقل الى لندن واشترى مسكنا محصنا ضد التفجيرات بقيمة 35 مليون جنيه استرليني. وتقول نشرة mediapool.bg الالكترونية وغيرها من وسائل الاعلام البلغارية ان الشركات الخاصة بليف ليفايف بدأت بشراء اراض وعقارات في مدينة صوفيا وغيرها من المناطق البلغارية، واقامة مشاريع عقارية، بعضها على شكل احياء كاملة مغلقة، وهي تعتمد اسلوب البيع المؤجل بالتقسيط.
ـ9ـ ليست اسرائيل جمعية للبر والاحسان. وهذه مسألة لا يختلف عليها اثنان. ولكن حتى لو كانت اسرائيل ـ جدلا ـ جمعية خيرية، فمن هو ياني يانيف حتى تتبرع له اسرائيل باللوازم اللوجستية الضروروية لحمايته وحماية ازلامه الذين هم مجموعة من المرتزقة والمغامرين من امثاله. ان واقعة "تبرع" اسرائيل باللوازم التي يطلبها الجنرال داني ياطوم، بحجة حماية يانيف ورجاله، تبين كذب الجنرال ياطوم وتفضحه، اذ تدل ان الجنرال ياطوم انما يقوم بمهمة اسرائيلية "رسمية" في بلغاريا، وان له حسابا "مفتوحا" لتنفيذ هذه المهمة.
ـ10ـ كيف يقدم ياني يانيف الجنرال ياطوم ويحدد مهماته؟
في مؤتمر صحفي له يقول ياني يانيف: "ان شخصية في حجم الجنرال داني ياطوم، الذي سبق له العمل في كل انحاء العالم، لديه الامكانية ان يختار هو بنفسه مهماته".
اي ان داني ياطوم وموساده هم طلقاء الايدي في العمل كما يشاؤون في بلغاريا، بغطاء سياسي وقانوني من قبل حزب "شرعي" بلغاري هو حزب "نظام، شرعية، عدالة".
ـ11ـ وكيف يحدد الجنرال داني ياطوم اطار مهماته؟
انه، ببساطة كلية، يتصرف كمفوض سام مطلق الصلاحية، بدون ان يبدي الحاجة لان تعترف به الجهات البلغارية المعنية.
فخلال الحملة الانتخابية قام بمرافقة احد مرشحي حزب يانيف، المدعو ديميتر ابادجييف، الى مدينة فارنا السياحية المشهورة على البحر الاسود. وصرح ياطوم امام الصحفيين "ان البرلمان لا ينبغي ان يكون ملجأ لرجال العصابات". وبسؤاله عن الصفة التي يتكلم بها قال "لست هنا كسياسي، بل كممثل للمجتمع الدولي، الذي يكافح ضد الشر".
في الموقع الالكتروني البلغاري
http://www.cross-bg.net/، يذكر على لسان الجنرال في احد مقابلاته التلفزيونية ان "كل سياسي ترفع ضده دعوى قضائية، ينبغي ان يقدم استقالته، او ان يخرج في اجازة". اي انه يضع نصب عينيه "وضع اليد" على الحياة السياسية (وطبعا غير السياسية ايضا) البلغارية، لا اكثر ولا اقل!!!.
وهو يضيف: "في الوقت الراهن، حينما اصبح الارهاب مفهوما عالميا، وحينما تقوم ايران بالحصول على السلاح النووي، فإن الموساد يكتسب اهمية كبرى في التعاون الدولي". وان وكالة المخابرات الاسرائيلية لها "تعاون مدهش" مع الولايات المتحدة الاميركية، انجلترا، فرنسا، المانيا، ايطاليا، اليونان وبلغاريا. وان الارهاب يمثل تهديدا ثقيلا لسبب اضافي هو ان المنظمات الارهابية لا تمتلك بنية تحتية منظورة ولا قواعد كبيرة، ولهذا من الصعب جدا الحصول على المعلومات.
اي ان الجنرال ياطوم وموساده، وبغطاء حزب "نظام، شرعية، عدالة"، وتحت شعارات مزيفة مثل مكافحة الرشوة والفساد والجريمة المنظمة، سيبدأون، انطلاقا من بلغاريا، بنصب شباكهم لـ"صيد الساحرات" في كل اوروبا الشرقية، وهم يعتقدون انهم هنا هم في مأمن بحماية الحلف الاطلسي والقاعدة العسكرية الاميركية في مدينة بورغاس البلغارية، بعيدا عن خطر "العدو الدائم" روسيا.
ـ12ـ ان الجنرال داني ياطوم، وان كان ظاهريا خارج الوظيفة، الا انه شخصية سياسية وامنية بارزة، وهو يسمح لنفسه بأن يدلي بالتصريحات ويمارس من النشاطات على الارض البلغارية، مما يعتبر ـ بكل المقاييس والاعراف الدولية ـ تدخلا فظا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة هي الجمهورية البلغارية. ورغم ذلك، مما يلفت النظر جدا، انه لا السلطات المعنية البلغارية، ولا الاحزاب والقوى السياسية البلغارية الرئيسية تعترض على هذا التدخل الاسرائيلي المكشوف في الشؤون الداخلية لبلغاريا. ويمكن ان نستنتج من ذلك احد امرين، او كلاهما معا:
اولا ـ ان هناك قوة كبرى، او اكثر، على علاقة مباشرة او غير مباشرة بالحضور الميمون للجنرال داني ياطوم في بلغاريا. والدولة والاحزاب والقوى السياسية البلغارية لا تريد الاصطدام بهذه او تلك من القوى الكبرى المعنية.
ثانيا ـ ان دور داني ياطوم في بلغاريا متعدد الاحتمالات، وكل طرف خارجي او داخلي، على علاقة مباشرة او غير مباشرة به وبنشاطه، يستفيد الان، او سيستفيد لاحقا من هذا النشاط. ولهذا يتم "التغاضي" ولو مرحليا عن هذا النشاط المرشح للتزايد في المستقبل المنظور.
[/color]