مثلما توقعت ( القوة الثالثة) قبل أسابيع بأن هناك اجتماعا ( خلية أزمة) قد عقد في واشنطن على أثر المخطط الانقلابي الذي قامت به الحكومة العراقية، وبتخطيط من ( بعض) مستشاري المالكي للانقلاب على الاتفاق الذي وقعه رئيس الوزراء نوري المالكي في واشنطن حول اختيار رئيس جهاز المخابرات الجديد واختيار نائبه وضمن بروتوكولات سرية لا يعرفها غير المالكي وهي تنفيد لبنود سرية احتوتها الاتفاقية الأمنية التي وقعها المالكي مع الإدارتين الأميركيتين.
فأراد الأخير أي المالكي وحال وصوله نحو بغداد بالالتفاف على تلك التعهدات، ومحاولة تمييع ما أتفق ووقع عليه في واشنطن ، وبدعم وتخطيط إيراني، ولكي يظهر أمام الشعب بأنه بطلا قوميا، وأمام إيران بأنه رجلها حتى الرمق الأخير ، ولكن هذه التصرفات جاءت لتنهي مستقبله السياسي ، وهي التصرفات التي أطلق عليها أحد الضباط الكبار في وزارة الدفاع الأميركية والذي حضر الاجتماع بالتعليق التالي ( لقد أطلق المالكي على مستقبله السياسي والشخصي طلقة الرحمة وبمسدسات مستشاريه الخائبين).
وعندما حاول المالكي بالانقلاب على ما تعهد به سارع الأميركيون لعقد خلية أزمة خاصة( ولقد نشرت عنها القوة الثالثة) و بالاشتراك بين لجنة من وزارة الدفاع ( البنتاغون) ولجنة من المخابرات الأميركية ( سي أيه أي) وبحضور مجموعة من الخبراء السياسيين والإعلاميين والإستراتيجيين والضباط العراقيين ( المعارضين لنظام صدام)، ولقد تحولت قرارات الخلية إلى مجلس و مستشار الأمن القومي الأميركي والذي أصدر التوصيات القاسية جدا على المالكي وهي :
وللأسف أن من أوصل المالكي إلى هذه النهاية التي توقعها الكثير من العراقيين هم الجمع الهائل من المستشارين الفاشلين والفاسدين واللصوص ( مع التقدير للقلة منهم) والذين حولوا العراق إلى مزرعة خاصة بهم ،وحولوا الشعب العراقي إلى فلاحين ورعاة في مزرعة أصبحت تابعة لهم وهي التي أسمها العراق ، وأن هؤلاء المستشارين كانوا ولا زالوا يعملون لصالح الأجهزة الإيرانية، حسب التقرير السري الأميركي الذي توزع صباح هذا اليوم إلى القنوات الخاصة جدا!.
وهنا تعود أسرة القوة الثالثة لتذكر رئيس الوزراء نوري المالكي بعبارة ( كم نصحناك يا رئيس الوزراء ، وكم كتبنا من نصائح ومقالات وتحذيرات) وكم امتلأت صفحات القوة الثالثة بالمناشدات والنصائح والتوضيحات والتقارير والمقالات التي نشرناها نحن ،ونشرها بعض الكتاب الكبار من خلال القوة الثالثة ،وكانوا لك مخلصين ومحبين وموجهين، ولكنك لم تسمع ولم تتفاعل، وبقيت تسمع آراء مستشاريك ومدراء مكتبك والذين نصفهم يعملون لصالح جهات خارجية ولصالح خصومك السياسيين ، هؤلاء الذين نهبوا العراق وخزائنه وآثاره تحت أسمك لأنك وحدك الذي حميتهم وأعطيتهم السلطات والامتيازات والحرية في التحرك.، أي أنت من تستر عليهم وعلى أفعالهم يا أبو أسراء.
ولقد سبق وأن أخبرناك يا أبو أسراء بأن هؤلاء سيهربون ويتركونك لوحدك تقابل العواصف والمحن، وها هي العواصف قد هبّت ، وها هي الأوراق قد أصفرت، ولقد بدأ موسم الخريف، (فهل ستتغدى بهم قبل أن يتعشوا بك؟)
وأنت تعرف بأن القوة الثالثة لا تكذب ولم تحاربك إطلاقا، وكانت داعمه لك ونصحتك وتنصحك أملا بأن تغير سياساتك وأقوالك ونهجك السياسي وتنفتح على الخبراء والمخلصين والشرفاء والوطنيين، وأملا بالاقتراب من الناس ومن طلباتهم ومعاناتهم ، ولكنك وللأسف لم تأخذ النصائح المجانية التي كنا ننشرها دوما أملا بتغيير المسار السياسي وأملا بالتقليل من الوعود الهوائية التي لم تطبق على أرض الواقع!.
وها نحن نقولها لحضرتك وبأسف أن نسمعك إياها ( لقد انتهت اللعبة).
وهكذا هي التعليمات السرية التي صدرت مجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة ،ووصلت إلى السفارة الأميركية في بغداد، والى بعض المؤسسات العراقية القريبة منها، وأن الأيام القادمة ستكون عسيرة جدا لأن هناك ملفات ستكشف وربما سيُصدم الشعب العراقي والشارع العربي بها!.
فلقد أغرقوك هؤلاء المستشارين يا أبو أسراء!.
فكم نصحناك ،ولكن للاسف، نقولها بألم وليس بشماته!.