يتوجه الناخبون الموريتانيون، اليوم السبت، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد بعد عام من الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيا. فيما سجلت الحملة الدعائية “نهاية ساخنة”، أطلق خلالها المرشحون “رصاصة” الاتهامات والوعود المفتوحة الأخيرة.
واستكملت السلطات تجهيز المعدات والطواقم الانتخابية في جميع مكاتب الاقتراع وسط تعبئة أمنية وإدارية غير مسبوقة.
وقال وزير الداخلية محمد ولد أرزيزيم (معارضة) إنه يسيطر سيطرة تامة على تسيير العملية الانتخابية، واستبعد أن يكون تعرض لأي ضغوط، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية عن كل ما يتعلق بشفافية العملية الانتخابية وحسن سيرها.
وواصلت بعثات الرقابة التابعة للمجموعة الدولية اجتماعاتها بالحكومة وبالمرشحين الرئاسيين والفاعلين في الانتخابات.
وكثف الأمين العام المساعد للجامعة العربية الشاذلي النفاتي، رئيس وفد الجامعة لمراقبة الانتخابات، لقاءاته بالأطراف الموريتانية. وأبدى تفاؤله الكبير بإجراء الانتخابات بنجاح تام وفي ظل الشفافية والنزاهة.
وأجر المرشحون جميع سيارات الأجرة وباصات النقل في البلاد لنقل الناخبين إلى مراكز الاقتراع، فيما بدأت “الصفقات الأخيرة” بين بعض المرشحين وكبار الناخبين تأخذ مجراها.
ومن المقرر أن تفتتح عمليات الاقتراع لمدة 12 ساعة من السابعة صباحا حتى السابعة مساء. وأن يشرع في فرز الأصوات فور انتهاء الوقت القانوني.
وتوقع مصدر في الداخلية الموريتانية ل “الخليج” أن يتم إعلان النتائج شبه النهائية مع ظهر غد الأحد. بينما قالت مصادر متطابقة في حملتي الجنرال محمد ولد عبد العزيز وزعيم المعارضة أحمد ولد داداه إنها تتوقع بحلول منتصف الليلة الاطلاع على نتائج أهم المراكز الانتخابية المرجحة في كفة الانتخابات.
ويبلغ عدد الناخبين 1264670 ناخباً، بينهم 24778 ناخبا سيصوتون في الخارج، كما يبلغ عدد مكاتب الاقتراع 2514 مكتبا في الداخل و63 في 19 بلدا في الخارج. ويراقب الانتخابات 320 مراقبا دوليا، وتغطيها عشرات وسائل الإعلام الموريتانية والدولية.
وفي مهرجانات جماهيرية حاشدة ومتزامنة، قدم المرشحون التسعة رسالتهم الأخيرة للناخب الموريتاني مع اختتام الحملة الانتخابية.
وأبدى كل من المرشحين الثلاثة الأوفر حظا (عزيز، داداه، مسعود) ثقته في الفوز، إذ ألقى الجنرال عزيز خطابا مطولا تحدث فيه بإسهاب عن عزمه بناء “موريتانيا الجديدة”، قائلا إن دوافعه للترشح ليست حب السلطة وإنما لعلاقته بهذا “الشعب الفقير”، مؤكدا تصميمه على محاربة الفساد و”مراجعة جميع الاتفاقيات مع الشركات الأجنبية التي تنهب ثروة البلد”.
أما المرشح الرئاسي القوي ولد داداه فقد بعث برسالة تطمين واضحة لمحيط الجنرال عزيز، وقال إنه إذا فاز سيكون “رئيسا لكل الموريتانيين بمن فيهم ولد عبد العزيز، ولا مجال للإقصاء أو تصفية الحسابات، متعهدا بتشكيل حكومة وحدة”.
من جهته، قال المرشح الرئاسي القوي مسعود ولد بلخير (الجبهة) إنه على استعداد لقبول نتائج الانتخابات “إذا تمت في ظروف شفافة ونزيهة”، مؤكدا تصميمه على النزول للشارع بالآلاف إذا تم تزويرها. وطالب الجميع بمسامحته عن زلات لسانه، وقال إن الحملة شهدت تبادلا للشتائم بين المرشحين “لكن ذلك يمكن أن يكون ضروريا إذا كان لخدمة الديمقراطية والشفافية”. وشدد على أن الجنرال لن يكون أبدا رئيسا لموريتانيا.
وأثنى العقيد أعلي ولد فال كثيرا على الفترة الانتقالية الماضية وتعهد في حالة انتخابه بإحداث نهضة في البلاد على جميع المستويات. فيما قال المرشح الإسلامي جميل منصور “إن دخول التيار الإصلاحي بنظافة أيدي حملته فتح الباب أمام أمل جديد يجب أن يدفع الموريتانيين إلى تغير نظرتهم للسياسية والاختيار عن وعي”.