تتواصل في يوتيبوري حوادث الحرائق المدبرة، أذ
شهدت ضاحية فرولوند ليلة الأمس حريقا آخر، الأمر الذي يقلق سكان ثاني أكبر المدن
السويدية. غابرييل آفرام من سكان ضاحية تينريد والذي تابع أعمال رجال الأطفاء في
أخماد الحرائق، عبرعن القلق الذي يشعر به السكان:
ـ اللعنة، هذا أمر لا ينبغي حدوثه في المجتمع،
كان الله في عون رجال الأطفاء، حرائق في كل مكان، الناس قلقون، ولم يعودوا يشعرون
بالأطمئنان، ان لدينا أطفالا صغارا.
الحرائق الأخيرة تأتي بعد عشرة أيام من أضطرابات أخرى
شهدتها ضاحيى هيسنغن، أنتقلت بعد ذلك وبشكل سريع الى غيرها من الضواحي، وذلك رغم
الجهود التي بذلتها الشرطة للسيطرة عليها.
قسم من الحرائق أستهدف مبان يعمل فيها موظفوا الرعاية
الأجتماعية. كما تعرض رجال الشرطة والأطفاء والأنقاذ في غير مرة الى القذف بالحجارة
من قبل مشاركين في الأضطرابات.
الشرطة تخشى من أن تستغل العصابات الأجرامية الخطيرة،
هذه الأضطرابات الشبابية، لتزيد من درجة العنف في شوارع المدينة، خاصة وان الشرطة
لم تتوصل بعد الى أسباب أندلاع الأضطرابات قبل عشرة أيام، كما لا يستبعد مفوض
الشرطة بيرتيل كلاسون، أمتداد الأضطرابات الى مناطق أخرى في السويد، وعدم بقائها
محصورة في يوتيبوري وضاحية روسنغورد في مالمو:
يشير كلاسون الى أن ثمة كثيرون يشعرون بانهم مهمشون من
قبل المجتمع، ويعتقدون انهم بهذه الأعمال يردون على ذلك ويبرزون قضيتهم. كم ان هناك
كذلك مجرمون تتوفر لهم الأمكانيات لأستغلال هذه الأضطرابات، وحصول الشرطة دعم مالي
أضافي سيساعدها في مصاحبة وحماية رجال الأنقاذ عند حدوث حرائق أو ماشابه.
القضية كما هو واضح لا تتعلق فقط بأجهزة الشرطة ورجال
الأطفاء والأنقاذ، وهناك أوساط أجتماعية عديدة أستشعرت خطورة هذا التطور، وحاولت
القيام بدور أيجابي لأحتواء جموح الشباب المهمش، من ذلك البيت الثقافي العراقي في
يوتيبوري الذي يقول رئيسه حمزة عبد أنهم نفذوا بالتعاون مع جمعيات أخرى مشاريع
منشاطات عديدة للعمل مع الشبيبة.
حل مشاكل الشباب لا يجري فقط عبر التعامل مع الشباب،
وأنما أيضا بمساعدة الآباء والأمهات على العناية بأطفالهم، وهذا ما يجري العمل عليه
أيضا في نشاطات البيت الثقافي العراقي في يوتيبوري كما يقول حمزة عبد:
حمزة عبد يقول أن نشاطات البيت العراقي أنقذت عديدا من
شبيبة الجالية العراقية في يوتيبوري من أن يكونوا ضمن ضحايا الحريق الذي نشب في
مبنى كان يقام فيه حفل للشبيبة عام ثمانية وتسعين، وذهب ضحيته خمسة وستين فتى
وفتاة، أذ كان البيت يقيم في ليلة الحدث حفلا أستقطب العديد من الزوار، لكن رئيس
البيت الثقافي العراقي في يوتيبوري يقول ان المساعدات الرسمية لنشاطات جمعية
المهاجرين قد تقلصت كثيرا مما أثر على حجم وتاثير نشاطاتها في صفوف الشبيبة
المهاجرة.
وحسب حمزة عبد فان ضعف أندماج الشبيبة المهاجرة، وعزلتها
في مناطق سكن محددة، وعدم توفير ما يكفي لها من مؤسسات أوقات الفراغ من السباب التي
تدفعها الى التمرد.