م رفض عدد كبيرمن طلبات اللجوء ويرحّل اللاجئيين الى البلدان التي
قدموا منها على اسس متناقضة، واخطاء في التقدير ونقص كبير في معالجة طلبات
اللجوء. هذا ما يكشفه تحقيق صحفي لقسم الاخبار في الاذاعة مبني على مراجعة
52 قضية طلب لجوء تتعلق كما يشير قسم الاخبار بلاجئين عراقيين من اقليات
دينية قدموا الى السويد طالبين اللجوء فيها، ومؤكدين تعرضهم الى مضايقات
وتهديدات بالعنف من جهات معينة، لكن دائرة الهجرة لم تتعامل بقضاياهم بشكل
صحيح.
آرنه مالمغرين، قانوني وعمل في السابق كمعالج لطلبات اللجوء لمدة
18 عاماً، يقول بأن معلومات اساسية تتحدث عن امكانية حصول شخص على اقامة
في السويد، لايتم الاخذ بها:
يجري النظر الى المعلومات السلبية لطالب
اللجوء اكثر مما ينظر الى الامور الايجابية. ففي تقرير من مكتب "هوم "،
على سبيل المثال يأخذ بنظر الاعتبار بصورة اكبر الى الاشياء السلبية في
التقرير ازاء طالبي اللجوء، اكثر من القضايا التي تدعم طلب اللجوء، ذلك
حين تتم صياغة قرار الابعاد. يضيف آرنه مالمغرين، القانوني الذي عمل في
دائرة الهجرة.
حينما تعمل دائرة الهجرة على اصدار قرار بشأن طالب لجوء
تعمد الى الاخذ بعين الاعتبار ما هو موجود من معلومات فيما يسمى بـ "
ليفوس " او معلومات الدولة ،المتعلقة بالموضوع، من اجل تقييم فيما اذا كان
طالب اللجوء، حقاً، بحاجة الى حماية.
في احد قرارات الرفض على طلب
امرأة للجوء، تقتبس دائرة الهجرة فقرة من تقرير لمكتب "هوم"، العائد الى
وزارة العدل البريطانية. في هذا التقرير ثمة وصف بشكل تفصيلي عن
التهديدات، الاختطافات، تفجيرات الكنائس وغيرها من اعمال العنف التي
يتعرض لها مسيحيو العراق.
ولكن دائرة الهجرة تستخدم التقرير فقط لتقول ان الوضع الامني في بغداد اصبح افضل.
وقسم
الاخبار في الاذاعة قام بتحقيق شمل 52 معاملة طلب لجوء وحصل على توكيلات
عن 32 شخصا ليكون بالامكان الاطلاع على القرارات التي اصدرتها دائرة
الهجرة بشأنهم، ووجد بان الاسباب الواردة في الكثير من القرارات غير
وافية.على هذا يعلق آرنه مالمغرين بالقول:
نعم ليس ثمة تقييم موحد، اذا يمكن ان يمنح قسم الاقامة وآخر يمكن ان يرفض، بالرغم من انه والى حد كبير، لهم نفس الخلفية والاسباب.
ويشير
التحقيق الصحفي لقسم الاخبار في الاذاعة السويدية الى ان الامور التي
تطلبها دائرة الهجرة في مرات كثيرة غير واقعية. فسمير مثلا وهو مسيحي
وعمل في شركة امنية امريكية ابرز لدائرة الهجرة رسالتي تهديد بالقتل
احداهما من منظمة القاعدة واخرى من منظمة شيعية متطرفة، مصحوبة باتصال
هاتفي، لكن دائرة الهجرة لم تصدق كلامه مشيرة الى ان الرسالتين لم تحملا
أي توقيع وان اولئك الذين اتصلوا به لم يقدموا انفسهم.
بعد التهديدات
اختبأ سمير عند اخته سونيا، لكن تم التعرف على مكان اختباءه وحصلت عائلة
اخته على تهديد جديد مما دفعها الى الرحيل. وفيما يتعلق باخته سونيا تقيّم
دائرة الهجرة حكايتها بانها موثوقة وبامكانها البقاء في السويد والحصول
على لجوء، بينما حكاية اخيها غير موثوقة وعليه مغادرة البلاد.
وحول
هذا الشأن يقول آرنه مالمغرين لقسم الاخبار في الاذاعة السويدية ان سياسة
اللجوء في السويد اصبحت اكثر تشدداً، بحيث اصبح من الصعوبة بمكان ان يحصل
المرء على لجوء في البلاد، كما ان هذه التغييرات التطبيقية التي تأتي من
القيادة العليا في االدائرة، هي بهدف بث اشارات الى ان المجئ الى السويد
ليس بفكرة جيدة ، ولا يفيد.