رائحة الفساد وشراء الولاءات ترتفع في انتخابات رئاسة كردستان العراق

الحالمون بتغيير النظام العشائري الكردي في مواجهة غير متكافئة مع قادة الاحزاب الرئيسية المتشبثة بالسلطة.
ميدل ايست اونلاين
- تحاول مجموعة كردية منشقة عن حزب الرئيس العراقي جلال الطالباني ادخال مفاهيم سياسية جديدة على مجتمع اقليم كردستان في شمال العراق عبر خوض الانتخابات التشريعية المقبلة بقائمة تحمل اسم "التغيير".
ويقول زعيم المجموعة نوشيروان مصطفى، الرجل الثاني سابقا في الاتحاد الوطني الكردستاني، "نتوقع الفوز بغالبية تمكننا من تشكيل الحكومة المحلية" بمواجهة الطالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني.
ويتابع "اما اذا خسرنا، فسنعتبر انفسنا فائزين ايضا لاننا غيرنا الكثير من المفاهيم السياسية في الاقليم".
ويخوض الحزبان الرئيسيان الانتخابات ضمن اللائحة "الكردستانية" الى جانب 23 كيانا سياسيا تتنافس على 111 مقعدا.
يذكر ان مصطفى استقال من منصب نائب الامين العام اواخر العام 2006 مع مجموعة مؤيدة لتوجهاته.
ويقول حول استقالته، "لقد اعتقدنا ان المجتمع الكردي، بحاجة الى اصلاحات اقتصادية واجتماعية وثقافية، لكن اليأس اصابنا لان قيادة الاتحاد لم يكن لديها ارادة للتغيير فانسحبنا ولجانا الى جماهير شعبنا للاحتكام الى صناديق الاقتراع".
وانشأ مصطفى شركة اعلامية كبيرة باسم "كلمة" لديها قناة فضائية اخبارية، وصحيفة يومية باسم "الجريدة" وموقعا الكتروني ومركزا للابحاث.
ويضيف "كان شعارنا الاصلاح لكننا جوبهنا بالرفض مرات عدة فلجانا الى الانتخابات بعد ان توصلنا الى نتيجة ان التغيير محال دون فصل الحزب عن الحكومة. لذا، تخطينا شعار الاصلاح الى التغيير".
وستجري الانتخابات البرلمانية والرئاسية في اقليم كردستان في الوقت ذاته ويتنافس على رئاسة الاقليم خمسة مرشحين.
وبالنسبة لنفقات حملته الانتخابية الضخمة، يوضح مصطفى ان "كافة مستلزمات حملتنا يؤمنها الشعب وتسلمنا مئات الملايين من الدنانير ومئات الآلاف من الدولارات. وتبرع كثيرون بمنازلهم لتحويلها الى مراكز للدعاية لنا وتسلمنا اعدادا هائلة من الملصقات الاعلانية مجانا".
ويتابع "اجرينا تغييرا في الحياة السياسية الكردية حيث نعتمد كقوة سياسية على دعم الشعب لا شراء ولائه عن طريق توزيع الاموال".
وضمن نطاق الاتهامات بالفساد، اعلن المرشح لمنصب رئاسة الاقليم هلو ابراهيم احمد عدم "قانونية وشفافية عقد مبرم العام 2006 بين الاقليم وشركة نفطية" مشيرا الى "نسبة معينة لطرف ثالث تابع للاتحاد الوطني من دون ان يقدم هذا الطرف شيئا".
يذكر ان الطالباني قام بفصل احمد، شقيق زوجته من الحزب مطلع العام الحالي.
وقال احمد خلال مؤتمر صحافي في السليمانية قبل يومين "هناك اطراف اخرى مستفيدة من العقود كالحزب الديموقراطي والاتحاد الوطني بشكل سري ولا يريدون الكشف عما يجري. ولذا، فان المشاكل النفطية تبقى عالقة بين الاقليم والمركز".
وشن هلو ابراهيم احمد هجوما حادا على وزير الثروات الطبيعية في الاقليم آشتي هورامي متهما اياه بانه "سبب كل المشاكل فهناك نهب للثروة النفطية من حقل خورملة، جنوب اربيل، حيث ينقل يوميا بواسطة الصهاريج 120 الف برميل الى ايران لحساب الحزب الديموقراطي ورئيس الوزراء نيجيرفان البارزاني".
من جهتها، تتهم قائمة "التغيير" الاطراف الكردية بالموافقة "ضمنا" على عدم تطبيق المادة 140 من الدستور حول كركوك مقابل صلاحيات ابرام العقود النفطية في كردستان.
ويوضح في هذا الصدد ان "المادة 140 دستورية لا يمكن تغييرها دون تغيير الدستور، نحن مع تنفيذ المادة بكاملها، لكن قبل ذلك علينا اجراء حوار مع القوميات والاقليات في كركوك للتوصل الى تفاهم سياسي".
وتنص المادة 140 من الدستور على "تطبيع الاوضاع واجراء احصاء سكاني واستفتاء في كركوك واراض اخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها"، وذلك قبل 31 كانون الاول/ديسمبر 2007.
لكن الامم المتحدة توصلت بصعوبة شاقة الى اقناع الاطراف المعنيين بتاجيل ذلك الى وقت لاحق.
ويطالب الاكراد بالحاق كركوك باقليم كردستان في حين يعارض التركمان والعرب ذلك.
ويبلغ عدد سكان المدينة نحو مليون نسمة هم خليط من التركمان والاكراد والعرب مع اقلية كلدواشورية.
وحول الخلافات بين الاقليم وبغداد، يقول مصطفى "هناك اختلافات يجب حلها عبر التفاوض (...) والا يمكننا الاحتكام الى المحكمة الدستورية".
ويشير الى "خلافات مختلقة (...) هناك انتخابات نيابية بعد ستة اشهر، وفي بغداد يحتاجون الى توتر بين المركز والاقليم لكسب رضى الناخب العربي كما ان القيادة الكردية بحاجة الى جذب انتباه الناخب الكردي لدعمها اربع سنوات اخرى".
ولكن هل يمكن ان يؤدي تعميق الخلافات الى اندلاع نزاع، يقول "ابدا لا اعتقد ذلك".
ومع اقتراب الانتخابات، تشهد السليمانية (330 كلم شمال بغداد) وقصباتها، تنافسا حادا بين قائمتي "التغيير" و "الكردستانية" بحيث يتشاجر انصارهما فتتدخل الشرطة لاطلاق النار في الهواء لتفريق الطرفين.
ويتجمع مناصرو القائمتين ليلا في الشوارع رافعين لافتات فسرعان ما تنتهي بتشابك بالايدي.
وكشفت مديرية الصحة عن اربعين اصابة بسيطة نتيجة المواجهات منذ مطلع الحملة الانتخابية.
رائحة الفساد وشراء الولاءات ترتفع في انتخابات رئاسة كردستان العراق _80868_kurdish

رائحة الفساد وشراء الولاءات ترتفع في انتخابات رئاسة كردستان العراق _80868_kurdish

» إغلاق مراكز الاقتراع في انتخابات كردستان العراق
» اعلان نتائج انتخابات اقليم كردستان غدا الخميس
» سياسيون عراقيون : انتخابات كردستان تمنح العراقيين فرصة المراقبة والافادة
» صادرات نفط العراق ترتفع إلى أعلى مستوى منذ 2003
» العراق بين الفساد باسم القانون وخارجه